كشف مقرر اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات عبد الله طمين عن استفادة عدد من الأحزاب التي وصفها بالمتوسطة وأخرى حديثة النشأة من التمويل الخارجي لتنشيط الحملة الانتخابية، وقال أن بعضها الذي يميل إلى الغرب ومتأثر بالفكر الغربي استفاد من تمويل من أوروبا وأمريكا، فيما استفادت أحزاب أخرى تميل إلى الخطاب الخليجي من تمويلات من دول الخليج، وقال أن الأموال الباهظة التي تم صرفها في تمويل الحملة الانتخابية تطرح الكثير من التساؤلات وتدعو إلى ضرورة التحقيق في مصدر هذه الأموال "المشبوهة" ومعاقبة المتورطين فيها بقوة القانون الذي يمنع التمويل الخارجي ويعتبر الأمر خرقا للقانون وتأثيرا على السيادة الوطنية. وأوضح طمين، أمس، في اتصال هاتفي مع "الشروق"، أن التقديرات الأولية للميزانية التي تم صرفها في تنشيط الحملة الانتخابية سواء تعلق الأمر بالملصقات أو اللقاءات والتنقلات بلغ حوالي 171 مليار و200 سنتيم، وهو رقم تم جمعه من قبل مختلف اللجان المحلية التي تابعت العملية، مشيرا في هذا السياق إلى أن مسألة التمويل لم تتنبه لها اللجنة وعليها متابعتها بصفتها مسؤولة عن مراقبة الخروقات، على اعتبار أن التمويل الذاتي من قبل المرشحين والأحزاب قانوني، ويبقى ذلك غير ممكن بالنسبة لبعض الأحزاب حديثة النشأة خصوصا وأن السلطات لم تقدم مساعدات لهذه الأخيرة، كما أن اشتراكاتها لا تكفي لتنشيط حملة بهذا المستوى وبهذه القيمة المالية المعتبرة التي يمكن استغلالها من إخراج الجزائريين من الفقر -على حد تعبير طمين-. وعلى صعيد تعلق بعدد الشكاوى التي تلقتها اللجنة كشف محدث "الشروق" عن تسجيل 600 إخطار على المستوى المحلي تعلقت في مجملها بمخالفة أحكام الإلصاق، فيما كانت التغطية الأمنية والإعلامية ناجحة، مع تسجيل فشل فيما تعلق بتطبيق القانون العضوي المتعلق بنسبة مشاركة المرأة، حيث حرم العنصر النسوي من المشاركة في الخطاب السياسي، مع غياب إجمالي لاستطلاعات الرأي والمناظرات، وتغييب كلي للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعدون جزءا من المجتمع. بودي: لجنة الإشراف تلقت 580 إخطارا منذ بداية الحملة من جانبه، كشف سليمان بودي، رئيس اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات المحلية، عن تلقي 580 إخطارا تتضمن شكاوى مختلفة منذ بداية الحملة الانتخابية، لا تمس في غالبيتها بنزاهة الانتخابات المحلية المرتقبة يوم الخميس المقبل، وقال بودي أمس، في اتصال هاتفي مع "الشروق" أن الإخطارات تضمنت شكاوى حول مخالفة أحكام الإلصاق وإجراء الحملة الانتخابية باللغة الأجنبية بالنسبة لعدد من الأحزاب، كما تم تسجيل مخالفات تتعلق بأعوان الإدارة، حيث تم ضبط أحد الموظفين وهو يوزع ملصقات حزب معين، فيما لم تسجل أية مخالفة بخصوص استعمال رموز الدولة في الحملة الانتخابية التي انقضى عمرها أمس في حدود الساعة منتصف الليل، وأوضح بودي أن اللجنة ستواصل مهامها يوم الاقتراع بمتابعة العملية من بدايتها إلى نهايتها.