توفي احمد بختي الشخصية المعروفة في التيار السلفي التونسي، بعد إضراب عن الطعام استمر نحو شهرين احتجاجا على توقيفه، فبات الاسلامي الثاني الذي يتوفى جراء الإضراب عن الطعام هذا الأسبوع، وتحمل وفاته على التخوف من حصول توتر مع هذا التيار المتطرف. إلى ذلك، أعلن فاضل السائحي المسؤول في وزارة العدل التونسية لوكالة الأنباء الفرنسية، التي أوردت الخبر، أن 56 معتقلا غالبيتهم من الناشطين الإسلاميين مضربون عن الطعام في سجون تونس، ثلاثة منهم "في حالة تدعو للقلق". وأعلنت وزارة العدل في بيان أنها استقبلت السبت العديد من ممثلي المجتمع المدني لإيجاد حل لهذه الأزمة. وأوضح عبد الباسط بن مبارك محامي المعتقلين اللذين توفيا ان الوضع في السجون اخطر مما تتحدث عنه وزارة العدل. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "ما بين 300 و400 معتقل بدأوا إضرابا عن الطعام تضامنا" مع المعتقلين المتوفيين". وأورد بن مبارك ان احمد بختي "توفي في حوالي الساعة الثانية (1,00 تغ السبت) في المستشفى", مذكرا بأن موكله الآخر بشير القلي توفي مساء الخميس بعدما رفض تناول الطعام خلال اعتقاله الذي استمر شهرين. وكان بختي في غيبوبة وفي حالة ميؤوس منها منذ بضعة أيام. وأعلن الرئيس التونسي منصف المرزوقي السبت تشكيل لجنة تحقيق بعد وفاة المعتقلين. وقال المرزوقي في بيان "أتحمل مسؤوليتي الكاملة وكذلك أجهزة الدولة وتم الاتفاق مع رئيس الحكومة ووزيري العدل والصحة على الإسراع بلجنة مستقلة لتقصي الحقائق تكشف أخطاء قد تكون ارتكبت وتصدر التوصيات الكفيلة بعدم تجددها". ودعت حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحكومي في بيان الى "الى إجراء تحقيق سريع وشفاف للتثبت من إمكانية وجود اي تقصير او خلل او استهانة, وتحميل المسؤولية لأصحابها". كما دعت "إلى إنارة الرأي العام حول ظروف الإيقاف والاحتفاظ وأسباب وحيثيات الإضراب والوفاة". ودعا البيان ايضا "كافة مؤسسات الدولة وهيئاتها الأمنية والقضائية والإصلاحية إلى السهر على أمن واستقرار المجتمع وإلى عدم المسّ بكرامة أي تونسي وإلى بذل أقصى الجهود للحفاظ على حياتهم", مضيفا "ان المساواة أمام القانون والحفاظ على حياة وكرامة كل تونسي من أثمن مكاسب الثورة ... فلنعمل جميعا على تحقيقها وحمايتها". وقد بدأ بختي والقلي اضرابا عن الطعام اواخر سبتمبر, بعد ايام على اعتقالهما في اطار التحقيق حول الهجوم على السفارة الاميركية الذي شنته مجموعة من الناشطين الإسلاميين الذين اعتقل حوالي المائة منهم. وقتل أربعة من المهاجمين ودفع بختي والقلي ببراءتهما وانتقدا ظروف اعتقالهما, فيما يعتبر التيار السلفي الجهادي التونسي انه ضحية قمع غير مبرر. وتعتبر وفاة بختي بالغة الحساسية لانه كان يعتبر شخصية من التيار الجهادي ومقربا من ابو عياض المنظم المفترض للهجوم على السفارة الاميركية الذي لم تقبض عليه الشرطة بعد. وكان محمد بختي الذي حكم عليه في 2007 بالسجن 12 عاما بعد مواجهات دامية بين الجيش واسلاميين في سليمان قرب العاصمة التونسية ابان حكم الرئيس زين العابدين بن علي, قد استفاد من العفو الذي اعلن بعد ثورة 2011. وكان ايضا المحرك لحركة الاحتجاج التي وقعت في جامعة منوبة (ضاحية العاصمة التونسية) في الربيع حيث اشتبك سلفيون مع ادارة الكلية لحملها على السماح للطالبات بارتداء النقاب. تعليق الصورة: احمد بختي الشخصية المعروفة في التيار السلفي التونسي.