سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير إسبانيا بالمغرب: حلم الربط بين افريقيا واوروبا وإن تأخر 3 عقود يظل قابلا للإنجاز بلاناس: وضعية سبتة ومليلية محددة في الدستور.. وأحترم رؤية الطرف الأخر
قال لويس بلاناس، سفير إسبانيا بالمغرب، إن مشروع الربط القار بين أوروبا وأفريقيا، بواسطة طريق نفق بحري ،عبر مضيق جبل طارق، جدير بخيال من قبيل ما كتبه الروائي "جول فيرن" الذي تنبأ بقدرة الإنسان على غزو الفضاء. مستدركا أن المشروع قابل للتحقيق في غضون 20 أو 30 سنة، معبرا عن الاسف كونه لن يرى شخصيا المشروع بعد أن يصبح حقيقة مجسدة، لكنه قال ان أولاده سيعبرون النفق حتما. وشرح بلاناس الصعوبات الفنية التي تواجه مشروع الربط القار. وأشار في معرض حديثه في منتدى اقتصادي نظم نهاية الأسبوع الجاري في مالقة (جنوبإسبانيا)،وخصص لآفاق الاستثمار في المغرب، إلى أن النقطتين الأقرب بين مدينة الجزيرة الخضراء ومدينة سبتة، يبلغ عمق البحر فيها 1000 متر، بينما يتقلص العمق إلى 200 متر في مسار آخر أطول، مضيفا أنه شرع في انجاز الدراسات الفيزيائية والجيولوجية وكذا الاقتصادية، فضلا عن الجوانب الهندسية في أفق ربط القارتين أوروبا وأفريقيا. وتمنى الدبلوماسي الإسباني أن يتحقق المشروع المشترك مع المغرب، في ظل أجواء مغرب عربي أكثر نموا وتقدما، مبرزا أن الحلم حتى وإن تأخر ثلاثة عقود فإنه قابل للإنجاز. وبعد أن استعرض التطورات الاقتصادية الجارية في المغرب وخاصة في القطاع السياحي ، أوضح سفير إسبانيا بالمغرب أن تطوير البنية السياحية في شمال المغرب من خلال ميناء طنجة المتوسط، لا يصح أن ينظر إليها الفاعلون في منطقة "مالقة" على أنها تشكل منافسة لما هو موجود في جنوبإسبانيا، على اعتبار أن المرافق السياحية الموجودعلى طول شاطئ (كوسطا ديل صول) لا يمكن مضاهاتها، وبالتالي فإن الدبلوماسي الإسباني يرى تكاملا بين البلدين في هذا المجال، مشددا على أنه لا مبرر لتخوفات الجانب الإسباني، داعيا إلى خلق مشاريع مشتركة للتعاون والتكامل بين الفاعلين في البلدين، بموازاة الفرص الاستثمارية الواسعة الأخرى المتاحة في القطاعات التقليدية من قبيل الزراعة والصيد البحري والصناعة الغذائية والطاقة وعالم المال، ما يستدعي، حسب السفير، التوجه إلى المغرب ومعاينة الوضع الاقتصادي به. وأكد بلاناس جودة العلاقات بين بلده والمغرب،لكنه قال إنها تتطلب مزيدا من العمل المتواصل، لأن الأمر يتعلق من وجهة نظره، ببلدين متجاورين غير متكافئين ومختلفين على كثير من الأصعدة بينها الديني والثقافي والاقتصادي من خلال وجود فرق شاسع في مستوى الدخل الفردي والقدرة الشرائية 1/7 لصالح إسبانيا؛ مشيدا ب "لتناغم" القائم بين المملكتين ولا سيما بشأن التعاون في المجالات الأمنية والقضائية ومحاربة الإرهاب الذي وحد دماء مواطني البلدين أثناء الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها منشآت في مدينة الدارالبيضاء يوم 16 مايو 2003 ،حيث سقط ضحايا إسبان ومغاربة ، وتكرر نفس الشيء في العاصمة مدريد، إذ توفي مواطنون من البلدين على إثر الهجمات التي تعرضت لها محطة قطار الضواحي في مارس 2004. واعتر ف السفير الإسباني وهو يعدد نتائج التعاون الثنائي بخصوص الهجرة السرية، أن الظاهرة تراجعت باستمرار منذ أن التحق بالرباط قبل حوالي ست سنوات، ووصلت إلى نسبة 80 في المائة، مشيرا إلى تنظيم الهجرة من خلال منح عقود عمل قانونية مكن من استفادة حوالي 3000 عامل مغربي. وردا على سؤال حول مصير مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، اكتفى السفير بلاناس بالقول إن الجواب مضمن في الدستور الإسباني، لكنه قال إنه يكن التقدير والاحترام لرؤية الطرف الأخر".