بينما لا يولي المغاربة كبير اهتمام لفترات مفصلية في تاريخهم الوطني وخاصة الأليمة لتكون عبرة للأجيال القادمة، تحرص الدولة الإسبانية على التذكير بالماضي الاستعماري الذي ربطها بجارها الجنوبي وبغيره من مستعمراتها السابقة. وفي هذا السياق، يعتزم المتحف العسكري الإسباني إحياء ذكرى الاتفاق الموقع بين القوتين الاستعماريتين إسبانيا وفرنسا والذي جرى بموجبه اقتسام النفوذ بينهما على المغرب عام 1912 بعد مرور أكثر من قرن على فرض الحماية واغتصاب السيادة المغربية، وذلك بتنظيم معرض في ضواحي العاصمة الإسبانية. وصرح الجنرال انطونيو إيثكييردو، مدير المتحف العسكري الذي يهيئ المعرض لصحافة بلاده أن الحدث يكتسي أهمية كبرى مثل تلك التي اكتساها فرض الحماية الإسبانية على المغرب. وأضاف الجنرال أن المعرض يتصادف مع توسعة وتجديد مقر المتحف العسكري الموجود في مدينة "قصر طليطلة"، حيث سيتم فتح أبواب المعرض أمام الزوار في شهر نوفمبر المقبل، في نفس اليوم 27 نوفمبر الذي اتفقت فيه إسبانيا وفرنسا على اقتسام الأراضي المغربية وبسط سيادتهما عليها. ومن المقرر أن يستمر المعرض سنة كاملة، سيتم فيه استحضار فترة الحماية من خلال الوثائق وألبسة الجنود وكذا نماذج من الأسلحة المستعملة في القتال بين المغاربة والإسبان. وتمت الاستعانة لهذه الغاية بمصممين وفناني المنمنمات الصغيرة، لاستعادة الوقائع وديكورها والأجواء التي صاحبتها منذ اكثر من قرن. ولم يتحدث مدير المتحف العسكري الإسباني عن أي تنسيق بين المؤسسة التي يشرف عليها والمغرب، على اعتبار أن ما سيعرض له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بفترة من التاريخ المغربي وبالمواجهة مع إسبانيا، ما يفترض وجود تحفظات على ما يمكن أن يشكل إساءة للمغاربة حتى ولو اقضتها الحقيقة التاريخية. يذكر أن إسبانيا، احيت من جانب واحد عام 2006 ذكرى مئوية اجتماع الجزيرة الخضراء الذي ضم في حينه القوى الاستعمارية الكبرى المهيمنة على العالم والتي اقتسمته فيما بينها وصدرت مؤلفات وأبحاث تاريخية عن المناسبة. *تعليق الصورة: الجنرال انطونيو إيثكييردو مدير المتحف العسكري