قال وزير التشغيل والتكوين المهني المغربي عبد الواحد سوهيل٬ اليوم الثلاثاء بالرباط٬ إن تصور الوزارة الجديد لسياسة التشغيل يرتكز على إجراءات فعالة وملموسة لامتصاص "الرصيد المسجل من الباحثين عن شغل"٬ خاصة من حاملي الشهادات٬ وتحسين ظروف الإدماج والعمل بالقطاع الخاص. وأوضح سوهيل٬ في افتتاح ورشة عمل إقليمية حول السياسات النشيطة لسوق الشغل تنظمها الوزارة بتعاون مع مكتب العمل الدولي٬ أن هذا التصور يرتكز أيضا على مواكبة حاجيات المقاولات ودعم تنافسيتها وتحسين قابلية التشغيل حسب الفئات٬ مع التأكيد على تلبية حاجيات الاستثمار والاستراتيجيات القطاعية من الموارد البشرية والتصدي للبطالة طويلة الأمد لدى الباحثين عن العمل المسجلين بالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، وفق وكالات الأنباء المغربية. وأبرز أن التصور الجديد يؤكد كذلك على تحسين آليات التشغيل الذاتي وحكامة سوق الشغل بتطوير نظام الوساطة بشقيه العام والخاص وتعزيز رصد سوق الشغل بإرساء مرصد وطني للتشغيل والتكوين٬ مشيرا إلى أن التكوين يحتل أيضا أولوية أساسية لتمكين المقاولة من تأهيل العاطلين ذوي الكفاءات التي لا تتلاءم وحاجياتها دون أن المس بتنافسيتها. من جهتها٬ أبرزت ممثلة مكتب العمل الدولي دورثيا شميديت أن المكتب يعتبر أن السياسات النشيطة لسوق الشغل لا تعني فقط إحداث مناصب الشغل عموما٬ وإنما أن تكون هذه المناصب لائقة٬ مضيفة أن "أنماط التشغيل الأخرى غير مستدامة ولن تساعد على استقرار الاقتصاد على المستوى الاجتماعي". وأوضحت أن نجاح هذه السياسات رهين بتطويرها بشكل جيد وتوفرها على الأموال الكافية والشفافية وخضوعها الجيد للمتابعة والتقييم٬ فضلا عن كونها موضوع اتفاق واسع وجزءا من استراتيجية للتشغيل تقترح خارطة طريق لجميع الشركاء الأساسيين (الوزارات المعنية والشركاء الاجتماعيين والمجتمع المدني والمانحين). ومن جانبه٬ قال منسق منظومة الأممالمتحدة بالمغرب برونو بويزات إن إشكالية التشغيل في الأوساط المهمشة بالمغرب تحتل الأولوية في إطار عمل الأممالمتحدة (2012-2016) بالمغرب٬ مضيفا أن الوكالات الأممية تدعم جهود الحكومة لإحداث مناصب شغل منتجة ولائقة٬ وملاءمة التكوين مع حاجيات سوق الشغل. وأكد سفير إسبانيا في المغرب ألبرتو نافارو مجددا على دعم بلاده لجهود الحكومة المغربية في النهوض بتشغيل الشباب٬ رغم مشاكل البطالة الحادة التي تعاني منها إسبانيا حاليا بفعل الأزمة٬ قائلا إنه "في سياق العولمة اليوم٬ فإن استقرار وازدهار إسبانيا وأوروبا رهين أيضا بتطور المغرب واستقراره وازدهاره". *تعليق الصورة: عبد الواحد سوهيل