تم مساء أمس الجمعة بلشبونة٬ تقديم النسخة البرتغالية من عمل الطاهر بن جلون "الحب الأول هو الحب الأخير دائما"٬ الذي صدر سنة 1995 عن منشورات (لو سوي)٬ وذلك بحضور المؤلف. وأوضح بن جلون٬ خلال لقاء نظم بهذه المناسبة بمبادرة من المعهد الفرنسي بالبرتغال بشراكة مع مؤسسة كلاوست كولبنكاين٬ بحضور سفيرة المغرب بلشبونة كريمة بنيعيش٬ أن النصوص المكونة لهذا الكتاب تنهل من حكايات ألف ليلة وليلة٬ ومن القصص الأزلية والبسيطة في الوقت نفسه٬ ومن أحداث متفرقة وقصص غرامية٬ تتحدث عن صعوبة التواصل وضعف التجانس وسوء الفهم القائم اليوم بين الرجل والمرأة في المجتمع العربي الإسلامي، وفق وكالة الأنباء المغربية. وأضاف الكاتب٬ مفسرا مؤلفه٬ "إننا نبحث دائما عن الحب المثالي٬ وعن العواطف الأولى٬ وأحيانا نلصق هذه العواطف على وجه آخر٬ فتطفو الصراعات٬ لأننا نخطئ التاريخ"٬ مشيرا إلى أن القصص التي تحبل بها هذه المجموعة "تتحدث عن الحب والشعور بالوحدة٬ والأسرار وسوء الفهم٬ ثم تتحول هذه الحاجة إلى الحب إلى بحث عن الذات٬ لأنه من أجل حب الآخر ينبغي أن نحب أنفسنا". وخلال هذا اللقاء٬ استعرضت ماريا سيلفا كاردييرا٬ الباحثة الأنثروبولوجية المتخصصة في الدراسات العربية خاصة بالمغرب٬ المسار الإبداعي للطاهر بن جلون٬ لاسيما عمله "الحب الأول هو الحب الأخير دائما" الذي ترجمته إلى البرتغالية آنا تاباريس٬ وهي أستاذة جامعية بلشبونة٬ وصدرت الترجمة عن منشورات (كيدنوفي). ومن بين القصص ال21 التي تضمنتها هذه المجموعة٬ تلك التي استوحاها بن جلون٬ الحائز على جائزة غونكور لسنة 1987٬ من واقعة أضفى عليها لمسة مجددة٬ وتحكي عن الشاب سليمان سائق سيارة أجرة٬ الذي نقل ذات يوم على متن سيارته الحمراء من نوع (سيمكا 1000) سيدة حامل لا تدري أي وجهة تقصد٬ إلا أن سليمان الذي أشفق عليها عرض عليها استضافتها في منزله مع زوجته وأطفاله الثلاثة . ازداد الطاهر بن جلون سنة 1944 بفاس التي غادرها مع أسرته إلى طنجة حيث التحق بالثانوية الفرنسية٬ ومنها إلى جامعة محمد الخامس بالرباط حيث درس الفلسفة. نشر أولى أشعاره سنة 1971 تحت عنوان "رجال تحت كفن الصمت"٬ وبعد تدريس الفلسفة بالمغرب رحل إلى فرنسا لإتمام دراسته حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الطب النفسي الاجتماعي سنة 1975. ألف الطاهر بن جلون٬ المقيم بفرنسا٬ العديد من الأعمال من بينها "طفل الرمال" سنة 1985٬ و"ليلة القدر" سنة 1987٬ التي نال عنها جائزة غونكور سنة 1987٬ و"ليلة الغلطة" سنة 1996٬ و"تلك العتمة الباهرة" سنة 2001 ٬ وآخرها "أن ترحل"٬ التي تتحدث عن مشاكل الوطن وإشكاليات الهجرة. *تعليق الصورة: الطاهر بنجلون