الرباط - "مغارب كم": بوشعيب الضبار فتح الرحيل المفاجيء للمرحوم مصطفى بغداد، الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، الذي وافته المنية ليلة السبت الماضي، فوق الخشبة،بمدينة سلا، أثناء تقديمه لمهرجان الأغنية المغربية، ملف الحديث عن العمل النقابي الفني، وكيفية تدبيرالنقابة في هذه المرحلة. وكانت هذه النقابة قد ولدت يوم 24 أكتوبر 1995، حسب تصريح فريدة بنسعيد،المديرة الإدارية للنقابة، والتي صاحبتها منذ التأسيس حتى الآن، ،مضيفة في اتصال هاتفي مع موقع " مغارب كم"،أن بغداد كان في الأول يعمل في الظل، دون أن يترشح للأمانة العامة للنقابة، مفضلا أن يتولاها موسيقيون، حيث قادها المطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي،قبل أن يقدم استقالته، ثم أكمل الولاية نائبه الملحن عبد العاطي أمنا. وقالت فريدة بنسعيد، وهي اخت المطربة المعروفة سميرة بنسعيد، إن بغداد حين ترشح للأمانة العامة للنقابة سنة 1999صوت عليه الجميع،وتكرر ذلك ثلاث مرات في الجموع العامة المتتالية،وظل على رأس النقابة حتى أسلم الروح لخالقها،حيث كان يجهد نفسه،ويواصل عمله بحماس، رغم تعبه بسبب مرض السكري، وإذا لم يكن حاضرا في المكتب، لظرف من الظروف،فإنه يتابع كل صغيرة وكبيرة، عبر التلفون. وبخصوص الوضعية الحالية في النقابة،أكدت بنسعيد أن الأمور تسير وفق ماهو مسطر لها، حرصا على استكمال المشاريع الفنية، ووفاء لروح بغداد وتخليدا لذكراه، ومن بينها مشروع إنشاء متحف للآلات الوترية الموسيقة منذ ماقبل فجر الاستقلال، إضافة إلى عرض المؤلفات والتسجيلات النادرة للأغنية المغربية. وكشفت بنسعيد أن الملحن شكيب العاصمي، نائب الأمين العام للنقابة، هو الذي يتولى حاليا القيام بالمأمورية، في انتظار عقد الجمع العام المقبل. ولم يتسن للموقع الاتصال بالعاصمي، نظرا لوجوده في مهمة خارج الرباط. واعترفت الإعلامية إسمهان عمور،التي قدمت العديد من مهرجانات الأغنية المغربية، التي تنظمها النقابة، بأن بغداد كان صاحب فضل كبير عليها، "فبحكم تشجيعه لكل صاحب موهبة، سواء في الأدب أو الإعلام أو الفن، فسح لي المجال للظهور على التلفزيون في برنامج من إعداده بعنوان" حوار وفن"،سنة 1987 وكانت تلك أول إطلالة لي على المشاهدين، بفضل الثقة الكبيرة التي منحها لي،"حسب تعبيرها. ولاحظت عمور أنه كان مهووسا بالتعريف بالأغنية المغربية،والدعاية لها على أوسع نطاق ممكن، خاصة في المشرق العربي،من خلال استضافة العديد من الأسماء والأصوات الفنية والإعلامية العربية المتميزة. وفي نفس السياق، أكد الكثيرون،ممن اتصل بهم الموقع هاتفيا، وضمنهم الشاعر الغنائي عمر التلباني، الذي أوضح أن بغداد كان مدافعا شرسا عن أحقية الأغنية المغربية، في أن تكون لها الأسبقية على خريطة البرمجة في الإذاعة والقنوات التلفزيونية، وهو الأمر الذي جلب له متاعب مع بعض المسؤولين، لدرجة اتخاذ موقف التجاهل والإهمال أحيانا لأنشطة النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، بما في ذلك المهرجانات السنوية التي كانت تنظمها كل عام من أجل اكتشاف الأصوات الجديدة، وأخرها مهرجان سلا،الذي كان مخصصا لتكريم المطربة لطيفة رأفت. وشدد الفنان والملحن أحمد العلوي،الأمين العام لنقابة المهن الموسيقية، أنه يكن كل الاحترام للفقيد، رغم كل الاختلاف في الرأي الذي كثيرا ماكانت أصداؤه تصل إلى أعمدة الصحافة،مضيفا " كنا مختلفين في الكثير من الأمور الفنية، ولكنه الاختلاف الذي لايفسد للود قضية، ولايمكن بأي حال بأي الأحوال التنكر لكل الخدمات التي أسداها للميدان الفني،بكل استماتة وتضحية ونكران ذات". واعتبر المطرب محمد الغاوي، الذي عايش اللحظات الأخيرة لبغداد في مصحة سلا، حيث لفظ أنفاسه، ورافقه إلى حين دفن جثمانه،في مقبرة الشهداء بالدار البيضاء، أنه كان مناضلا حقيقيا، بكل مافي الكلمة من معنى،ولم يدخر جهدا في الدفاع عن الوضعية الاعتبارية للفنانين المغاربة، من خلال موقعه كأمين عام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة. *تعليق الصورة: الفنان شكيب العاصمي [Share this]