انطلقت٬ صباح اليوم الإثنين بالرباط٬ أشغال الاجتماع الثاني للجنة المشتركة المغربية التونسية في مجال الشؤون الدينية الذي يبحث سبل تعزيز التعاون الديني بين البلدين وتفعيله برسم الفترة (2013-2015). ويشمل جدول أعمال الاجتماع٬ الذي ترأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق ووزير الشؤون الدينية التونسي نور الدين الخادمي٬ التوقيع على البرنامج التنفيذي الجديد لبروتوكول التعاون برسم الفترة (2013-2015)٬ سواء في مجال الشؤون الدينية أو المساجد٬ بعد انتهاء صلاحية البرنامج السابق في ماي الماضي. وأعرب التوفيق٬ في افتتاح الاجتماع٬ عن أمله في أن يسفر هذا اللقاء عن برنامج عمل دقيق ومؤرخ بآليات وتكاليف محددة لكل سنة في إطار رغبة مشتركة لإعطاء انطلاقة جديدة تحقق واقعيا أهداف التعاون الديني بين البلدين. كما أعرب عن أمله في أن يؤسس البرنامج الجديد لتعاون نموذجي يشكل حلقة قوية للتعاون بين بلدان المغرب الكبير٬ بالاستناد إلى ما يجمعها على مستوى العقيدة السنية الأشعرية والمذهب المالكي ومنهاج أهل السنة والجماعة والمشرب الروحي الذي تعلقت به شعوبها على امتداد العصور. وأكد د التوفيق كذلك على الحاجة لتعاون مثمر ينعكس على سلوك مختلف هذه المجتمعات لجعل الدين مصدرا لاستلهام القيم لا مبعثا لإثارة الفتن. من جهته٬ أشاد الخادمي بما حققته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مجال تأهيل الأئمة وتدريب الخطباء والمرشدات والمجالس العلمية والتعليم العتيق والتحقيق العلمي والتراثي والتجديد المنهجي والبحث الأكاديمي. وشدد على وجود إرادة قوية في تونس ما بعد الثورة لإصلاح الشأن الديني على مستوى التنظيم والهيكلة والقوانين والتشريع والأداء لجعله شأنا وطنيا يحقق الوحدة ويساهم في التنمية. وأعرب٬ في هذا السياق٬ عن حاجة بلاده الماسة للاستفادة من التجربة المغربية وما حققته من إنجازات في مجال تأهيل الأئمة والمجالس العلمية والتعليم العتيق (التعليم الزيتوني بتونس) والأحباس٬ إلى جانب رغبة رابطة الجمعيات القرآنية بتونس في استثمار التجربة المغربية في القراءات والأسانيد. ويرتقب أن يسفر الاجتماع عن صياغة توصيات لأجرأة مجالات التعاون الديني المنصوص عليها في بروتوكول التعاون الموقع بين حكومتي البلدين سنة 2005 وفق جدول زمني محدد. وينص بروتوكول التعاون على توحيد جهود الطرفين لإحياء التراث الإسلامي وتبادل الخبرات والتجارب في مجال المحافظة على المخطوطات الإسلامية وتحقيقها ونشرها وفق برنامج عمل موحد يروم إبراز قيم الحضارة العربية العريقة ونشر الثقافة الإسلامية الأصيلة. كما ينص على تنظيم مؤتمرات وندوات وملتقيات إسلامية مشتركة للتقريب بين المسلمين والتعريف بالمبادئ الإسلامية وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان٬ إلى جانب تبادل الدراسات والبحوث المتصلة بالعلوم الدينية٬ وكذا الخبرات المتعلقة بتنظيم موسم الحج وتوعية الحجاج والعناية بالقرآن الكريم والمساجد والتوعية الدينية للجاليتين المغربية والتونسية بالخارج. *تعاليق الصور: احمد التوفيق - نور الدين الخادمي- ارشيف