أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني مجددا أن طريقة عمل كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء٬ وممارساته وتدخلاته كانت غير منسجمة مع وظيفته٬ وأن "تصرفاته وردود فعله تحيزت وأثرت على التقرير الأخير للأمين العام وعلى قرار مجلس الأمن" بشأن الصحراء. وقال العثماني٬ في حوار مع صحيفة (التجديد) نشرته اليوم الثلاثاء٬اختارت وكالة الأنباء المغربية بعض المقتطفات منه، إن صدور هذا التقرير لا يخدم مصالح المغرب "لأنه يعمل في اتجاه توسيع صلاحيات المينورسو" على الرغم من أن القرار الذي صدر عن مجلس الأمن كان قرارا مقبولا بفضل النشاط الدبلوماسي المغربي٬ وكون المغرب عضوا غير دائم في مجلس الأمن٬ إضافة إلى مساندة أصدقاء المغرب. وأكد الوزير تمسك المغرب بالمسلسل الذي يرعاه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبقرارات مجلس الأمن٬ مبرزا الأدوار الإيجابية لأصدقاء المغرب ٬ وخاصة فرنسا والولايات المتحدة ٬ في التوازن الذي طبع القرار الأخير لمجلس الأمن. واعتبر٬ في هذا السياق ٬ أن المسلسل التفاوضي "تآكل بسبب محادثات غير مباشرة أصبحت تعالج الإشكالات الجزئية والفرعية عوض أن تعالج المشكل الأصلي كما نصت على ذلك قرارات مجلس الأمن الأخيرة" التي تؤكد على ضرورة البحث عن حل سياسي دائم ومتفاوض عليه ومقبول لدى الأطراف٬ معربا عن "أسفه لعدم تحقق أي شيء بعد تسع جولات من المحادثات غير الرسمية". وارتباطا بمسألة الوحدة الترابية للمملكة٬ أكد العثماني أن المغرب لازال يواجه داخل الاتحاد الإفريقي بنفس الموقف الذي سلكته سابقته (منظمة الوحدة الإفريقية)٬ والمتصف بالانحياز الأعمى لأطروحة أعداء المملكة "مما يجعل مسألة عضوية المغرب في هذه المنظمة أمرا صعبا". وقال إنه يستعصي٬ من الوجهتين السياسية والقانونية٬ العودة سريعا إلى العمل في إطار منظمة تضم في عضويتها "الجمهورية الصحراوية" المزعومة٬ معربا عن التفهم الكبير للمغرب "لنبل وشجاعة " المواقف التي عبرت عنها العديد من الدول الإفريقية واستعدادها للمساهمة في ترتيب عودة المملكة للعمل الإفريقي المشترك في إطار هذا الاتحاد. وتابع أنه في انتظار نضج فكرة الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي وتوفر الظروف السياسية الضرورية لذلك٬ يبقى أمام المغرب أن يحصن كل المكتسبات التي ما فتئ يحققها داخل الأسرة الإفريقية٬ وأن يواصل الحوار مع أصدقائه وحلفائه من دول القارة من أجل "اعتماد حل منسجم مع موقفه الثابت لهذه الوضعية الشاذة التي يوجد عليها الاتحاد الإفريقي٬ دون أن يتم ذلك على حساب الثوابت الوطنية لبلادنا ومصالحها العليا غير القابلة لأي شكل من أشكال المساومة". وبخصوص العلاقات المغاربية٬ خاصة في ظل التحولات السياسية التي تعرفها المنطقة٬ قال السيد العثماني إن ذلك يستوجب من جميع بلدانها المؤازرة مع تعزيز العلاقات الثنائية و"الانخراط في حوار تشاركي بناء والتأسيس لنظام مغاربي جديد مسنود بالديمقراطية ويرتكز على الواقعية والتضامن وحسن الجوار والتكامل الاقتصادي والتنمية الاجتماعية". ولدى تطرقه للأزمة السورية وتعاطي المملكة معها٬ أفاد العثماني بأن الخطوات المقبلة للدبلوماسية المغربية ستتمثل ٬ على الخصوص ٬ في التركيز على الجانب الإنساني للأزمة٬ والشروع في إيفاد مساعدات إنسانية للسكان السوريين المتضررين من القصف والحصار المفروض عليهم. وأكد مجددا أن الدبلوماسية المغربية تتحرك في الملف السوري من منطلق موقفها الثابت الذي يراعي المحافظة على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الإقليمية٬ وتطلعات شعبها المشروعة إلى الحرية والديمقراطية. *تعليق الصورة: سعد الدين العثماني - ارشيف