اتهم عبد الكريم عبادة، منسق حركة التقويم والتأصيل، الأمين العام للأفالان ب''الانفراد بالسلطة'' وب''تغييب العمل الجماعي داخل الحزب''. كما ذكر عبادة أن اللجنة المركزية فيها ''خلل''، وقال إنه حاول مساعدة بلخادم ل''تقويم'' الحزب، لكنه ليس فقط ''لا يتقبل النصيحة وما يعرفش صلاحو''، وإنما هو مثل الطائر الذي يدنس عشه. وجدد عبادة التأكيد على أن نتائج الأفالان المحصل عليها في التشريعيات ''لا فضل لبلخادم فيها، وأن الجزائريين صوتوا على الحزب وليس على الأشخاص''. ونفى عبادة ما تردد في أن ميلاد الحركة التقويمية جاء احتجاجا على عدم تواجد بعض أعضائها في المكتب السياسي، وقال ''كنا في المكتب السياسي لما كان يسوى''. مشددا في هذا الصدد بأن ساعة الحساب ستكون في اجتماع اللجنة المركزية، والصندوق هو الفيصل والفاصل. عبادة يقول إن التقويمية كانت تترقب عقابا انتخابيا ضد الأفالان ''بلخادم يستغل منصبه وسنبارك له لو تغلّب علينا'' تعهد عبد الكريم عبادة، منسق ''حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني''، بأن يبارك لعبد العزيز بلخادم إذا زكته أغلبية أعضاء اللجنة المركزية ومنحوه ثقتهم في الاجتماع الفاصل المنتظر منتصف جوان المقبل. ولكنه ظهر متأكدا بأن مصيره محسوم على رأس حزب الأغلبية. قال عبادة، لدى نزوله ضيفا على ركن ''فطور الصباح''، مرفوقا بمحمد الصغير قارة، إن رفاقه الذين يعارضون الأمين العام للأفالان ''سيقولون له مبروك عليك إذا حصل على الأغلبية'' في دورة اللجنة المركزية، ولكنهم سيبقون، حسبه، في المعارضة كأقلية. وكان بلخادم أبدى استعدادا للتنحي من القيادة لو خسر المقابلة المبرمجة يومي 15 و16 من الشهر القادم. وهو أيضا يبدو واثقا من وقوف الأغلبية وراءه. وذكر عبادة بأن ''التقويمية'' لم تكن تتوقع الفوز العريض الذي عاد للأفالان في تشريعيات 10 ماي. وأقصى ما كانت تترقبه نجاحا في حدود 120 إلى 130 مقعد، ''لأننا كنا نعتقد بأن حزبنا سيتعرض للعقاب بحكم تواجد وزراء شاركوا في تسيير شؤون البلاد الذي لا يحظى برضا المواطنين.. وبلخادم نفسه لم يكن يتوقع هذه النتائج''، وصرّح بأن الأفالان سيحصل على نسبة تتراوح بين 30 إلى 35 بالمائة بمعنى 100 إلى 140 مقعد، وبدا متأكدا من ذلك، وهو أمر يدعو إلى الاستغراب، كما قال بأن الإسلاميين سيأخذون نسبة 40 بالمائة. ويعتقد عبادة، مثل الفريق الذي ثار على بلخادم عشية الانتخابات بزعامة بوجمعة هيشور، بأن قيادة الحزب ليس لها أي فضل في النتيجة الايجابية المحصّل عليها. وهو يرى أيضا أن الرئيس بوتفليقة هو من أنقذ الحزب من خسارة أكيدة، ويشرح عبادة ذلك بقوله: ''الرئيس لاحظ أن الحملة الانتخابية لقائدي التحالف الرئاسي (بلخادم وأحمد أويحيى) دون المستوى، وتتجه بالانتخابات نحو عزوف كبير وخسارة أكيدة لحزبنا، فبادر بخطاب (في سطيف عشية ذكرى أحداث 8 ماي 1945) لدعوة الجزائريين إلى الانتخاب بكثافة. إذن عندما رمى الرئيس بثقله في الانتخابات كان ذلك إثباتا لعجز قيادة الأفالان التي استقبلت في الحملة بالاحتجاجات، وبعض التجمعات التي نظمها بلخادم حضرها أطفال''. ويرى عبادة بأن الناخبين ''لم يصوتوا لصالح قيادة الحزب، وإنما للأفالان الذي يمثل عنوانا، إذ فهم رسالة الرئيس الذي حذّر من المخاطر المحدقة بنا، واستجاب لها بإدراكه أن الأفالان هو المنقذ''. واللافت في تصريحات التقويميين وجماعة هيشور أن البلاد كانت مقبلة على هجوم كاسح من ''الأعداء'' في الخارج، وأن كلام الرئيس في سطيف أبعد هذا الخطر المفترض! ويأخذ التقويميون على الأمين العام، حسب عبادة، ''ذهابه إلى لقاء المناضلين في حملة التشريعيات وهو محاط بأرمادة من رجال الشرطة. فممن كان خائفا؟! أنا عاصرت كل الأمناء العامين قبله منذ الرئيس أحمد بن بلة، ولم يتصرف أي منهم بمثل تصرف الأمين العام الحالي''. واتهم عبادة بلخادم ب''استعمال وظيفته كوزير دولة حتى يحمي نفسه، ويحاول أن يجعل من أي مبادرة تعارضه على أنها موجهة ضد رئيس الجمهورية باعتباره الرئيس الشرفي للحزب''. ''قرار تعيين الوزير الأول من صلاحيات الرئيس'' تحجّج عبد الكريم عبادة بأحكام الدستور التي تتيح للرئيس بوتفليقة انتداب شخصية من خارج الحزب الفائز بالانتخاب التشريعية لتولي منصب الوزير الأول. ويرى أنه لا ضير في أن يتولى المنصب شخصية من غير حزب الأغلبية، رغم فوز الأفالان بالأغلبية الساحقة في الانتخابات الأخيرة، لأن الأفالان قاد الحكومة (2002/ 2001)، والأغلبية البرلمانية حينها كانت بيد حزب آخر (الأرندي). ويرى في هذا السياق أنه لو كان في موقع الأمين العام الحالي لاستقال من الحزب، بعد ''إقالته ''من قبل الرئيس بوتفليقة في 2008 من منصبه كرئيس حكومة، وما كان ليبق في الجهاز التنفيذي. وتجنب عبادة الرد على سؤال إن كان يرى في بلخادم الرجل المناسب لتولي الحكومة المقرر تشكيلها في الأيام المقبلة، مكتفيا بالقول ''لست أنا من يقيّم هنا بل الرئيس''، لكن القناعة الراسخة لديه أن الأمين العام الحالي للأفالان ليس مؤهلا لقيادة حزب من طينة الأفالان. وسجل بهذا الخصوص أن الأمين العام لم يستفد من القدرات التي يتوفر عليها الحزب لسد نقائصه الشخصية ''هو شخص ''ما يعرفش يخدم''. الجزائر: ف.جمال ''لن نفوز بالمحليات وبلخادم في منصبه'' رغم عدم تحمسه للفكرة، يرى منسق الحركة التقويمية أن الذهاب إلى مؤتمر استثنائي للحزب قد يكون مخرجا للمشاكل الهيكلية والنظامية التي يعيشها الأفالان. ويوضح في رد على سؤال بخصوص خارطة الطريق التي تضعها الحركة التقويمية للخروج من الوضع القائم حاليا في الحزب العتيد، أنه ''إذا تحقق مسعى تنحية الأمين العام الحالي سنذهب للقواعد ونجمع صف المناضلين.. كل المناضلين''، حسب توليفة عبادة التي تضم بعث العمل بالقانون الأساسي، وتحكيم المواثيق الداخلية للجبهة، وإصلاح عمل اللجنة المركزية، وانتخاب قيادات تمثيلية. وأضاف ''بعد الانتهاء من عملية تطبيع أوضاع الحزب سنذهب إلى ندوة وطنية للاستعداد للانتخابات المحلية، لأنه لا يمكن الذهاب لهذه الانتخابات، وبلخادم في منصبه، فنحن نحتاج إلى برنامج وخطاب سياسي واضح، ثم ننتقل للإعداد للانتخابات الرئاسية''. وتحفظ عبد الكريم عبادة على التعليق حول سؤال إن كان يرى أن ما تعيشه جبهة التحرير الوطني من صراعات هو انعكاس للصراعات التي تعيشها السلطة، واكتفى بالقول إنه وزملاءه في الحركة التقويمية ليس لديهم هذه القراءة. لكنه أقر بأن حزب جبهة التحير الوطني ليس حزبا عاديا ''لدينا وزن وقدرة على صنع الحدث، الحزب يؤثر ويتأثر، ويتفاعل ويتناغم مع محيطه''، قبل أن يستدرك ''أزمتنا هيكلية نظامية داخلية، نتجت عن انحراف في التسيير''. قال إن الرئيس على اطلاع بما يجري في الأفالان ''بوتفليقة لا يشرفه أن يعاير الناس حزبه ب''حزب الشكارة'' ''بلخادم انفرد بالسلطة وكان وراء تغييب العمل الجماعي في الحزب'' قال منسق حركة ''التقويم والتأصيل'' في الأفالان إن ''رئيس الجمهورية على اطلاع بما يجري داخل الحزب، ونحن لا نعارض الرئيس، ولكننا نطرح أساسيات تتعلق بأداء الحزب''. وأوضح عبد الكريم عبادة أن ''الرئيس بوتفليقة لا يشرفه أن يعاير الناس حزبه على أنه حزب شكارة''. وعن سؤال بخصوص أن الرئيس متمسك ببلخادم ونتائج الحزب في التشريعيات تدل على ذلك، يرد عبادة ''ما حققه الحزب ليس من فضله، نحن نعارض الانحراف والأداء السيىء في الحزب. أما الرئيس فهو رئيس كل الجزائريين''. وفنّد المتحدث أن تكون التقويمية قد عارضت قوائم الأفالان التي نجحت في الانتخابات، وقال ''نحن عارضنا طريقة إعدادها، وهناك أشخاص يطالبون باسترداد أموالهم بعدما خسروا في الانتخابات''، كما تابع ''كيف لسي بلخادم أن يدرس قوائم تتضمن ستة آلاف شخص عن طريق الكمبيوتر؟! هناك من ليس لهم يوم واحد نضال وتم ترشيحهم''. وأبدى عبادة استغرابه لما أسماه ''إمعان'' بلخادم في استعمال وسائل الدولة في الحزب، ''حتى نحن القيادات سخر ضدنا الشرطة لمنعنا من دخول مقر الحزب في حيدرة''. وطعن منسق التقويمية في قدرة بلخادم على التعبئة أثناء الحملة الانتخابية، وقال إن ''خطابه في الحملة لم يقنع، كل ما في الأمر أن له ثروة لغوية يوظفها''، وعاد إلى الوراء قائلا ''عملت معه خمس سنوات في المكتب السياسي، وكنا نختلف كثيرا، لكننا كنا نحرص على ألا تخرج خلافاتنا للعلن''. كما تعجب من تصريح الأمين العام للأفالان في قوله إن ''الجبهة ستبقى تحكم إلى غاية ''2030، واعتبر ذلك بمثابة ''مصادرة لإرادة الشعب''، وتساءل ''هل تبقى الجبهة تحكم بالقوة، أم بالتزوير، أم بالعنف؟''. كما شجب قول بلخادم أن ''الشعب غير مؤهل للنظام البرلماني''، واعتبر هذا التصريح انتقاصا من الشعب في خمسينية الاستقلال. وسجل معارضو بلخادم مآخذ جمة عليه من قبيل ''انفراده بتسيير الحزب وتغييب القيادة الجماعية، وقال عبادة ''من المفروض أن يكون بلخادم مسؤولا مع القيادة، وليس مسؤولا عليها''، منتقدا في الوقت ذاته أسلوب التعيينات وإقصاء إرادة المناضلين المفترض التعبير عنها في جمعيات عامة انتخابية. كما استفهم قائلا ''كيف ينصب المعني 16 لجنة موازية لأعضاء المكتب السياسي (16 عضوا)، تمنح للجهتين نفس المهام؟ ليستنتج أن ''بلخادم مزاجي، ويتصرف بمنطق خضراء صباحا، سوداء مساء''. متحدثا أيضا عن ''إقصاء'' شخصيات وطنية وثورية من العضوية في اللجنة المركزية، على غرار زهرة ظريف، وبورقعة، وبوسماحة، والعربي ولد خليفة. وأكد عبادة أن التقويمية لا تمانع انضمام نواب ترشحوا باسمها إلى كتلة الأفالان ''لأنهم أبناء الجبهة في النهاية''. علما أن 12 قائمة حرة عن التقويمية فازت في التشريعيات. الجزائر: محمد شراق بسبب سوء معاملة رعايا جزائريين بمطار فرانكفورت الخارجية تستدعي القائم بالأعمال لدى سفارة ألمانيابالجزائر أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، السيد عمار بلاني، في تصريح خطي، أمس، أنه تم استدعاء القائم بالأعمال لدى سفارة ألمانيابالجزائر من قبل وزير الشؤون الخارجية، الذي طلب منه توضيحات بشأن سوء المعاملة التي تعرض لها رعايا جزائريون من قبل سلطات مطار فرانكفورت. وحرص الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية، السيد عمار بلاني، على تقديم توضيحات ''إثر المعلومات التي مفادها أن رعايا جزائريين كانوا متوجهين إلى ألمانيا تعرضوا لسوء المعاملة من قبل سلطات مطار فرانكفورت''. وأوضح السيد بلاني أنه ''تم على الفور استدعاء القائم بالأعمال لدى سفارة ألمانيابالجزائر من قبل وزارة الشؤون الخارجية يوم 61 ماي 2102، حيث طلبت منه توضيحات بشأن سوء المعاملة التي تعرض لها رعايا جزائريون، بالرغم من أنهم حاملون لتأشيرة شينغن''. وأضاف نفس المسؤول أن ''الدبلوماسي الألماني أبدى تفهما بشأن رد فعل الطرف الجزائري، والتزم بإخطار وصايته بشأن هذه المسألة على الفور''. وأوضح السيد بلاني أنه ''تجدر الإشارة أيضا إلى أنه سيتم استقبال سفير ألمانيابالجزائر بوزارة الشؤون الخارجية فور عودته إلى الجزائر''. *تعليق الصورة: عبد الكريم عبادة