الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار يبدأ اليوم الخميس، باولينو ريفيرو، رئيس الحكومة المستقلة لإقليم "كنارياس"الإسباني، زيارة رسمية إلى المغرب، تدوم يومين، يستهلها بمباحثات مع السلطات الإدارية والمنتخبة في جهة "أكادير سوس ماسة درعة" التي يعتبرها الفاعلون الاقتصاديون في الأرخبيل، وجهتهم المفضلة، اعتبارا لفرص الاستثمار المتوفرة والواعدة بالمنطقة ونظرا للقرب الجغرافي بين الإقليمين الإسباني والمغربي. ويرافق باولينو، كما في زيارات سابقة، وفد من رجال الأعمال والمقاولات من "كنارياس" سواء الذين لهم استثمارات أو الذين يبحثون عنها في المغرب، كما يصطحبه مسؤولون في الحكومة المستقلة ونواب من البرلمان المحلي. وقال بيان رسمي صدر عن حكومة "كنارياس" إن رئيسها سيجتمع غدا الجمعة في الرباط برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزراء الداخلية امحمند العنصر والخارجية سعد الدين العثماني والمالية نزار بركة. ويناقش الوفد الزائر مع المسولين المغاربة، سبل تطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين في أفق تحقيق ما يسميه "الكناريون" صراحة شراكة إستراتيجية مع المغرب، لما فيها من فائدة لهما معا، دون تعارض بين العلاقات الثنائية على الصعيد الوطني بين المغرب وإسبانيا. ومن أجل تلك الغاية يسعى الجانبان إلى تقريب أكثر للمسافات بين ضفتي الأطلسي والتي لا تتعدى مع ذلك أكثر من 100 كلم، وذلك بفتح خطوط جوية بين الإقليم الإسباني ومدينتي الدارالبيضاءوأكادير، بموازاة مع الخدمات التي سيوفرها ميناء طرفاية البحري الذي يتوقع أن يصبح جاهزا لاستقبال السفن التجارية في متم العام المقبل بعد انتهاء الإصلاحات الجارية فيه والتي يراقبها الجانب الكناري باهتمام ، ويقدم المساعدة التقنية والمالية من أجل إتمامها بالصورة المثلى. ويعبر المقاولون والمستثمرون الكناريون، عن الأمل في رفع حجم الاستثمارات بالمغرب وذلك بزيادة عدد المقاولات العاملة التي يصل عددها إلى حوالي 40 في الوقت الراهن. إلى ذلك يلاحظ أن باولينو، سيجتمع خلال زيارته، إضافة إلى الوزراء المغاربة، برئيس الدبلوماسية المغربية، علما أن الحكومات الإسبانية المستقلة ليست لها صلاحيات محددة وواضحة في مجال السياسة الخارجية التي تظل حصريا من اختصاص وزارة الخارجية في مدريد. ويبدو أن رئيس حكومة "كنارياس" سيثير مع العثماني ولو بشكل غير رسمي، موضوع التنقيب عن النفط في السواحل الكنارية، الذي تعتزم حكومة مدريد القيام به لمواجهة أزمة الطاقة التي تستوردها بنسبة عالية من الخارج. وربما تراهن حكومة "كنارياس" على ممانعة الجانب المغربي، إجراء عمليات التنقيب التي يعارضها الإقليم الإسباني لأسباب بيئية واقتصادية قد تؤثر على مستقبله السياحي، حيث التخوف من تأثير التنقيب بالآليات العملاقة على تماسك طبقات الأرض في جزر الأرخبيل، على اعتبار أن الحفر سيمتد مسافة في عمق البحر، كما تخشى سلطات الإقليم من وقوع حادث يكون سببا في تسرب النفط في حال وجوده، ما سيؤثر حتما على الواقع السياحي في الأرخبيل الذي يستقبل كل سنة حوالي 12 مليون سائح بينما لا يتعدى السكان المليونين. يذكر في هذا السياق أن المغرب، لا ينظر بعين الرضى إلى قرار انفراد الحكومة الإسبانية في مدريد، الشروع في عمليات الحفر والتنقيب قبل تحديد الحدود المائية بين البلدين، وفي ضوء تقارير علمية تشير إلى تداخل وتقاطع منابع النفط وجيوبه الممتدة في الجهتين ما يتطلب الاتفاق والتعاون بين الجانبين للشروع في استغلال الحقول المحتملة. ويأتي "باولينو" إلى المغرب، ليجد محاورين جددا كما يعرف بعضهم من خلال زيارات سابقة له.