الرباط "مغارب كم ": محمد بوخزار انتقد باولينو ريفيرو، رئيس الحكومة المستقلة للأرخبيل الكناري "كنارياس" بشدة، قرار الحكومة المركزية في مدريد الترخيص لشركة البترول العملاقة "ريبسول" للتنقيب عن نفط محتمل في عرض الساحل الكناري على بعد مسافة تقدر بحوالي 60 كلم من بعض مدن الأرخبيل. وشكك، باوليبنو، في المزاعم التي تروج أن المغرب هو الذي سيستفيد بمفرده من نفط المنطقة باعتبارها حدودا مائية مشتركة ومتداخلة بين المغرب وإسبانيا، مؤكدا في هذا الصدد أن المستفيد هو الشركة المنقبة. وأضاف المسؤول الكناري أن النموذج الاقتصادي ونمط الحياة في الإقليم لا يحتمل من وجهة نظره، القيام بحفريات في عمق المحيط، للبحث عن طاقة ليس وجودها مؤكدا، موضحا أ ن عمليات التنقيب والاستكشاف قد تطول وبالتالي لن تتم الاستفادة من مصادر الطاقة في حال وجودها، إلا في غضون 9 سنوات. ومضى باولينو، في شرح الانعكاسات السلبية على القرار، قائلا أن قبول إجراء الاستكشافات يعني رهن مستقبل الأرخبيل الكناري، مبرزا أن عمليات الحفر في عمق الأطلسي ليست مأمونة العواقب طبقا لعدد من الدراسات الجيولوجية، وبالتالي يوضح المسؤول الكناري أن البحث عن البترول لا يمثل حلا لا لإسبانيا ولا للأرخبيل، وإنما فقط للشركة "ريبسول". ووجه باولينو اللوم للحكومة الوطنية في مدريد التي لا تأخذ بعين الاعتبار موقف وأراء حكومة الإقليم المستقلة ما يعني من وجهة نظره أن الحكومة لا تعمل بشكل طبيعي كونها لا تحترم مبدأي الحوار والولاء للدستور، وهما أمران لا يطبقان في التعامل مع "كنارياس" على حد قوله. يشار إلى أن فعاليات سياسية واجتماعية وناشطين بيئيين في "كنارياس" يعارضون التنقيب عن البترول لأسباب تختلف من قطاع إلى آخر، فالبعض ينطلق من اعتبارات المحافظة على البيئة لتظل المنطقة وجهة سياحية فيما ترفض هيئات سياسية ذات النزعة الإقليمية أن تستغل الحكومة المركزية الثروات الطبيعية المحتمل وجودها أو تنفرد بالتقرير في مصيرها. ويعتبر الأرخبيل الكناري من المناطق الإسبانية المعتزة بنزعتها الإقليمية ذات الخصوصيات الحضارية والثقافية المتميزة التي تجعلها أقرب انتماء إلى أفريقيا منها إلى أوروبا. وفي هذا الصدد فإن الأرخبيل يتحرك تجاريا واقتصاديا، في اتجاه الجوار الإفريقي، وضمنه المغرب، وليس الأوروبي.