الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار يعتزم المغرب، قريبا، فتح سفارة له في دولة "غواتمالا" بأمريكا الجنوبية. وجاء الإعلان على لسان الوزير المنتدب في الخارجية يوسف العمراني، الذي أخبر الصحافة الغواتمالية، بالقرار المغربي على إثر الاستقبال الخاص الذي خصه به رئيس الدولة "أوطو بيريث مولينا" حيث وجه له دعوة لزيارة المغرب لم يحدد بعد موعد لها. ووصف العمراني الخطوة الدبلوماسية، بكونها التفاتة ورسالة من بلاده إلى شعب "غواتمالا" البلاد التي اعتبرها بوابة أميركا الوسطى، وبالنظر كذلك لموقعها الجغرافي والاستراتيجي، مشيرا إلى أنه تم الشروع في عملية البحث عن مقر ملائم يحتضن البعثة الدبلوماسية المغربية. تجدر الإشارة إلى أن "غواتمالا" هي عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي في الذروة الحالية إلى جانب أعضاء آخرين بينهم المغرب، ما يستوجب تنسيق الموقف بين مجموعة الأعضاء غير الدائمين يلاحظ أن المغرب انتبه إلى أنه أهمل في السنوات الأخيرة، إلى حد ما، حضوره في أميركا اللاتينية وترويج صورته هناك، استمرارا للجهود التي كان قد بذلها العاهل المغربي الذي زار عددا من دول نصف القارة الأميركية الجنوبية، كما سار على نفس النهج الوزير الأول الأسبق عبد الرحمن اليوسفي، الذي ربطته علاقات صداقة بعدد من المعارضين السياسيين أثناء وجودهم جميعا في المنفى ثم عادوا إلى بلادهم بعد استتباب الأوضاع الديمقراطية ووصل بعضهم إلى مناصب رفيعة في السلطة عن طريق الانتخاب. وتحرك رئيس الدبلوماسية المغربية الأسبق، محمد بن عيسى، من جانبه عبر واجهتين: وزارة الخارجية حيث زار بدوره مرات عددا من دول أميركا الجنوبية حيث يحتفظ بعلاقات شخصية. كما استغل قناة موسم أصيلة الثقافي الدولي الذي توافد عليه في دوراته السابقة نخبة من الفنانين والسياسيين والباحثين، شاركوا في ندوات سياسية وفكرية هامة نظمت في إطار جامعة المعتمد بنت عباد الصيفية، بعضها تناول موضوع الحوار بين العالم العربي وأميركا الجنوبية. وسواء بالنسبة لليوسفي أو بن عيسى، فإن إجادتهما الحديث باللغة الإسبانية، سهلت لهما التواصل والاتصال بالمشهد السياسي الرسمي والشعبي في عدد من الدول التي زاراها أو التقيا بمسئوليها خاصة وإنهما اكتشفا غياب بلدهما عن الساحة لفترة طويلة استغلته جبهة البوليساريو، لشن حملة دعائية مضللة وظالمة على خلفية نزاع الصحراء. وأسفرت الحملة المضادة المتأخرة التي قادها المغرب عن مراجعة بعض الدول لمواقفها السابقة من النزاع، بسحب الاعتراف بجمهورية البوليساريو أو تجميده. ويندرج الانفتاح المغربي على "غواتمالا" في سياق الاهتمام بدول القارة الأميركية الجنوبية الذي أعلنه وزير الخارجية المغربي الجديد سعد الدين العثماني، الذي يعاونه وزير منتدب، يتقن اللغة الإسبانية بدوره. إلى ذلك لم يعلن العثماني لغاية الآن عن زيارات محتملة لأميركا الجنوبية ولا شك أنه يدرسها ويخطط لها، بالنظر إلى حجمها السياسي والاقتصادي وأهميتها على صعيد منظومة العلاقات الدولية