"الخبر" غرداية: محمد بن أحمد توصل محققون من مصالح الأمن إلى أن تنظيم القاعدة كان يخطط لتنفيذ تفجيرات انتحارية، خلال زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتمنراست، أثناء تدشين مشروع نقل ماء الشرب، وقد حال تغيير برنامج زيارة بوتفليقة في شهر أفريل 2011 دون تنفيذ الإرهابيين مخططا كان يستهدف زيارة الرئيس بسيارة مفخخة. وقرر القائمون على زيارة الرئيس بوتفليقة لولاية تمنراست، العام الماضي، تغيير برنامجها بالكامل قبل أقل من 48 ساعة من الزيارة، بناء على تحذير أمني باحتمال وقوع عمليات إرهابية وشيكة. وأوقفت مصالح الأمن أحد أهم عناصر ما يسمى خلية تمنراست لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، اسمه ''ت.ص''، وهو تاجر مواد غذائية وممون، عمل مع شركات وإدارات عمومية في تمنراست وكان يوفر المعلومات حول أوضاع المدينة للإرهابيين في الساحل. وضبطت مصالح الأمن لدى الموقوف صورا وتسجيلات فيديو، لمواقع أهمها مقر ولاية تمنراست وبعض أحياء المدينة والقاعدة الجوية ومقر الناحية العسكرية السادسة. وكشفت مصادرنا أن تنظيم القاعدة كان يخطط لتفجير سيارة مفخخة في مدينة تمنراست، في شهر أبريل 2011 في تاريخ يوافق موعد زيارة رئيس الجمهورية إلى المدينة، لتدشين مشروع نقل ماء الشرب إلى المدينة. ثم تقرر إلغاء الخطة بالكامل في نهاية شهر مارس .2011 وكشفت مصادرنا أن سبب إلغاء الخطة وإعادة المتفجرات إلى شمال مالي كان بعد أن تقرر تغيير برنامج زيارة الرئيس لتمنراست، وبعد أن شددت مصالح الأمن إجراءاتها في محيط المواقع المبرمجة للزيارة. وكانت مصالح ولاية تمنراست قد اقترحت ثماني نقاط في زيارة الرئيس للولاية، لكن البرنامج تغيّر كليا قبل أقل من 48 ساعة من الزيارة، وتم حصرها في ساعتين فقط كإجراء احترازي بعد وصول معلومات استخباراتية حول تهديد أمني وشيك في تمنراست من مصدر أمني مسؤول في شمال مالي. وتوصل المحققون من مصالح الأمن المتخصصة حول ما بات يعرف بخلية تمنراست لتنظيم القاعدة، الذي انطلق بعد تفجير مقر الدرك الوطني في تمنراست، إلى أن العقل المدبر للعمليات الإرهابية في تينزاوتن وتمنراست هو الإرهابي عبد الحميد أبو زيد، وقد أوفد في شهر ماي 2009 الإرهابي ودي مولود الشيخ، المكنى ''علقمة''، وهو جزائري من تمنراست يوجد ضمن قائمة أهم المطلوبين للأمن منذ تفجير مقر الدرك في تمنراست، وطلب منه تشكيل خلايا في تمنراست وأدرار تحضيرا لتنفيذ عمليات إرهابية. وحسب المعلومات المتاحة، فإن العملية خطط لها أبو زيد في شمال مالي في جانفي 2011 واستخدمت فيها سيارتان مفخختان إحداهما تستهدف موكب الرئيس بعد مغادرة المطار، والثانية قرب مقر ولاية تمنراست. وتضمن المخطط تجهيز إحدى السيارات بقنابل شديدة الانفجار داخل هيكلها، يصل وزنها إلى 100 كلغ، حتى لا تثير انتباه مصالح الأمن، وقد تقرر إلغاء العملية بسبب تغيير برنامج الزيارة وإجراءات الأمن المشددة، بالإضافة إلى معارضة قادة كبار في القاعدة للعملية التي كانت ستؤدي إلى خسارة كل خلايا الإسناد اللوجيستي في قاعدة المغرب بتمنراست.