باتت الفنانة المغربية الصاعدة دنيا باطما، المشاركة في برنامج "أراب أيدول" أكثر اقترابا من الفوز باللقب، إذا ساعدها الحظ، بعد أن استطاعت أن تحرق الكثير من الأشواط، وتصل إلى المراحل النهائية، بفضل اجتهادها وحسن اختياراتها للأغاني التي تتلاءم وصوتها. ورغم أنها اشتكت في حلقة ليلة أمس، من التعب والإرهاق، نتيجة الضغوط وطول التداريب الفنية التي تسبق لحظة الصعود فوق الخشبة، والظهور أمام لجنة التحكيم، المتكونة من المطرب اللبناني راغب علام، والمطربة الإماراتية أحلام والملحن المصري الحسن الشافعي. ولعل ما ميز مسار دنيا حتى الآن هو أنها ظلت بمنأى عن الدخول إلى "منطقة الخطر"، التي كان بعض المشاركين ضحايا لها، قبل خروجهم من حلبة التباري وعودتهم نهائيا إلى بلدانهم، وكانت المتسابقة السورية دنيا المنفوخ، هي آخر من التحق ليلة أمس بلائحة المغادرين، مع أن الكثيرين كانوا يتوقعون لها البقاء حتى الشوط الأخير من السباق. بيد أن التصويت لم ينصف "المعلمة"، وهو اللقب الذي أطلقه الشافعي، عضو لجنة التحكيم، على نادية المنفوخ، وقد أشارت ضمنيا إلى ذلك، قائلة إنها تدرك أن هناك من كان يريد التصويت لصالحها، لولا بعض الظروف، في تلميح إلى ما يجتازه مواطنوها ومواطناتها في سوريا حاليا، من مصاعب نتيجة الأوضاع الأمنية المتوترة. وعلى خلاف بعض المتسابقين الذين كانت تنهار معنوياتهم، بمجرد الإعلان عن إقصائهم، ظلت " المعلمة"، محتفظة بابتسامتها، وتقبلت الأمر بصدر رحب، وهي تضع يدها على قلبها، أكثر من مرة، قائلة " يكفيني حب الناس". ثلاثة مرشحين بقوا للأطوار النهائية، ضمنهم دنيا باطما، التي كانت ليلة أمس أول من تم الإعلان عن تأهلها وسط تصفيقات الحاضرين، ضمن سهرة غنى فيها المطرب العراقي كاظم الساهر، الذي لم يفته هو الأخر التنويه بموهبتها الصوتية، متمنيا لها مستقبلا فنيا واعدا. ومن أصعب اللحظات التي واجهتها دنيا في هذا البرنامج، هي ماحدث لها ليلة الجمعة الماضية، حين أدت أغنيتين: الأولى "ماعاد بدري" للمطرب السعودي محمد عبده، والثانية " أكثر" للمطربة السورية أصالة.لقد كان الأمر بمثابة امتحان حقيقي بالنسبة لها. وبقدر ماأجمع أعضاء لجنة التحكيم، على أن دنيا كانت متفوقة في تقديم الأغنية الأولى، بقدر مااختلفوا على طريقة تقديمها للأغنية الثانية، علما أن هذه القطعة من النوع الصعب، الذي يتطلب مجهودا استثنائيا على مستوى المقام الموسيقي. واخشي مايخشاه المعجبون بدنيا باطما هو أن ينحاز الملحن المصري، الحسن الشافعي، عضو لجنة التحكيم، في نهاية المطاف إلى مواطنته المصرية،"كارمن"، ضدا على التقييم السليم. ولعل هذا هو ماقصده راغب علامة حين أكد أن كل أعضاء لجنة التحكيم مدعوون للانحياز إلى ضمائرهم، بعيدا عن الخضوع للانتماء الوطني.