الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار غيب الموت مساء الجمعة بأحد مستشفيات العاصمة المغربية الداعية الاسلامي واحد رواد الحركة الوطنية الكبار في المغرب، الأستاذ ابو بكر القادري، عن عمر ناهز السابعة والتسعين عاما اذ ولد الفقيد عام 1914 بمدينة سلا التي ظل مقيما بها الى آخر أيامه. وبغيابه يفقد المغرب وجها بارزا وعلما من أعلامها في مجالات السياسة والوطنية والتربية والتعليم حيث ظل حاضرا في المشهد الوطني باستمرار، يواظب على حضور المنتديات الفكرية والتظاهرات السياسية الكبرى. ويقترن اسم الفقيد في المغرب بعدة أعمال ومنجزات فكرية وتربوية عدا سجله الناصع في ميدان الكفاح الوطني ضد المحتل الفرنسي حيث يعد من ابرز المؤسسين الأوائل لخلايا العمل الوطني في المغرب التي توجت بتأسيس حزب الاستقلال عام 1944 وهي نفس السنة التي رفعت فيها الحركة الوطنية عريضة الاستقلال الى سلطة الحماية الفرنسية حيث كان القادري في طليعة الموقعين عليها. وظل الراحل قياديا بارزا في حزب الاستقلال حيث اختير في السنوات الأخيرة عضوا في مجلس رئاسته الى جانب بعض حكماء الحزب وقادته التاريخيين اذ يعد واحدا من زعماء الوطنية الافداد مثل علال الفاسي والمهدي بنبركة واحمد بالفريج ومكي الناصري والمختار السوسي وغيرهم من رواد النضال الوطني الذين يعتبرون بناة المغرب الحديث. والى جانب كفاحه ينحدر القادري من سلالة الأشراف القادريين الذين لهم زوايا في عدة مدن مغربية ضمنها مدينة سلا مسقط رأسه التي سيدفن بها الراحل، وبهذا الاعتبار فقد حظي باحترام كبير حيث يذكر اسمه مقرونا بنعت "سيدي". والراحل وجه معروف في المشرق العربي والعالم الاسلامي من خلال ارتباطه بالقضية الفلسطينية، وباعتباره من دعاة الدين الاسلامي وعرف بعلاقاته الوثيقة بقادة الثورة الفلسطينية وخاصة الراحل ياسر عرفات الذي حرص دائماً اثناء زياراته للمغرب على اللقاء بالقادري. ويذكر في هذا السياق ان القادري رأس وأسس الجمعية المغربية للكفاح الفلسطيني نهاية الستينيات من القرن الماضي وظل على رأسها قرابة عقدين من الزمن قامت خلالها بجمع التبرعات المالية لصالح القضية. واستطاع بشيمه الوطنية ان يجمع في ذات الجمعية الأطياف السياسية المغربية. ترك المجاهد القادري عددا من المؤلفات قاربت شتى المواضيع الفكرية والدينية والوطنية ضمن جزءا منها مذكراته السياسية الى جانب انه كان كاتبا منتظما في صحيفة "العلم" وأصدر جريدة "الرسالة" الاسبوعية. حافظ الفقيد على صفاء الذهن ورغم تقدمه في السن كان بتجشم الصعاب لحضور نشاط ثقافي او مواساة الناس.