الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار أكد مصدر في وزارة الاتصال المغربية، أن جريدة "الباييس" الإسبانية الواسعة الانتشار، سحبت الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته عن الملك محمد السادس، من موقعها الالكتروني، في العدد الحامل لتاريخ 16 فبراير الجاري. وكانت الوزارة المغربية، أمرت صباح السبت، بسحب الطبعة الورقية من الأسواق المغربية للعدد المتضمن للرسم الكاريكاتوري. ونقلت وكالة "فرانس بريس" الفرنسية عن مصدر في وزارة الاتصال المغربية قوله إن سحب العدد تم طبقا للمادة 29 من قانون الصحافة الذي يحضر التشهير بشخص الملك، مضيفا أن الرسم المذكور ينطوي على نية متعمدة تهدف الإساءة إلى شخص ملك المغرب. ومن جهته أوضح الصحافي في جريدة "الباييس" إغناسيو سمبريرو الذي يوصف بأنه متخصص في شؤون المغرب أن الكاريكاتور المذكور "محبب وظريف" مبرزا أنها المرة الأولى التي يتم فيها منع مطبوعة أجنبية في ظل الحكومة الجديدة التي يتزعمها حزب العدالة والتنمية، على خلفية نشرها رسوما ساخرة عن العاهل المغربي يذكر أن السلطات المغربية اتخذت قبيل في المدة الأخيرة إجراءين بالمنع من التداول في حق الأسبوعية الفرنسية "لونوفيل أوبسرفاتور" على إثر نشرها رسوما ساخرة مسيئة للذات العلوية ولنبي الإسلام. ويتساءل مراقبون عن الأسباب التي جعلت صحافة توصف بالمصداقية والرصانة مثلما هو حال المجلة الفرنسية واليومية الإسبانية تقع في هذا الخطأ الجسيم، خاصة وأن محرريها يعرفون أن مثل ذلك الصنيع يعتبر مستفزا لسائر كمعتنقي الديانة الإسلامية ومع ذلك يمعنون في إتيان هذا السلوك الذي لا يفيد مهنة الصحافة والإخبار في شيء. ويضيف هؤلاء يفترض في الصحافة الغربية المدافعة عن حقوق الإنسان وحرية التعبير أن تميز بين الإثارة الرخيصة وبين المواقف السياسية الناصحة والمنتقدة، علما أن تكرار تلك المواقف المعادية للإسلام والمحرضة على العنف، تعرض نفسها لمخاطر كبيرة كما تؤجج روح البغضاء بين أتباع الديانات، بينما تكمن رسالة الصحافة الجادة في نشر قيم المحبة والوئام والتسامح بين الناس. وفي نفس السياق استنكر مغاربة موقف بعض المنظمات الحقوقية الدولية التي انتقدت قرار السلطات المغربية القاضي بسحب المطبوعات المتضمنة للإساءة والسخرية من المعتقدات ومن القيم المجتمعية التي يوقرها كافة الناس. وكانت صحف دانمركية تبعتها أخرى أوروبية قد ارتكبت نفس الزلات الكبرى، ما أيقظ الإحساس عند المسلمين الذين يعيشون في الغرب بأنهم مستهدفون وأن التهجم على دينهم لا يقصد منه الدين فقي حد ذاته وإنما التستر وراء مواقف عنصرية. ولا تقهم الأسباب التي تجعل المتشدقين بالعلمانية وحرية المعتقد، يؤيدون مثل هذه التصرفات الشاذة وكأنهم لا ينتبهون إلى أنهم يشجعون الشرائح الدينية المتطرفة في المجتمعات الإسلامية ويحثونها على اللجوء إلى العنف للدفاع عن ما تعتبره مقوماتها علامة هويتها.