أشعل توزير إمرأة واحدة في الحكومة الجديدة غضبا وسط مكونات الحركة النسائية التي رأت في المسألة تهميشا وإقصاء لنصف المجتمع، وإخلالا بأحد مبادئ الدستور الجديد الذي ينص على مبدأ المناصفة. ووجهت أمينة لطفي رسالة مفتوحة بإسم الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، إلى عبد الإله بنكيران، ذكرت فيها بالحقوق الواردة في دستور 2011، على مستوى تكريس المساواة بين المواطنين،للحد من التفاوت بين الجنسين، لاسيما فيما يخص المشاركة في اتخاذ القرار. وبعد أن أكدت أن الكرامة والمساواة هي من الركائز الأساسية للمواطنة وبناء الديمقراطية،عبرت الجمعية عن أملها في أن يأتي تصريح الحكومة منسجما مع روح ونصوص الدستور، والتزامات المغرب بصفته دولة طرف في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء. إلى ذلك أفردت يومية حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، في عددها الصادر اليوم حيزا كبيرا لموضوع تراجع تمثيلية النساء من سبع وزيرات في حكومة عباس الفاسي،إلى وزيرة واحدة في حكومة عبد الإله بنكيران. ووصفت ذلك ب"خيبة أمل" انتابت كل الجسم النسائي المغربي، بمن فيهن الوزيرة المعينة التي وجهت مايشبه العتاب إلى أحزاب الائتلاف الحكومي التي تركتها وحيدة مع 30 وزيرا، وهو مايعني، تضيف الجريدة أن أحزاب الأغلبية قد فشلت في امتحان اخر يتعلق بالتنزيل الديمقراطي للدستور الجديد، الذي يتحدث عن المناصفة ، وعن المساواة، وعن محاربة كل أشكال التمييز ضد المرأة. وفي هذا الصدد،سجلت عائشة بلعربي، في تصريحها للجريدة المذكورة، أن هناك "اشمئزازا عاما من تمثيلية النساء في حكومة بنكيران"،فيما اعتبرت فوزية العسولي،رئيسة فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة،وجود سيدة واحدة في الحكومة بمثابة "عودة إلى نقطة الصفر"،وذهبت جميلة السيوري ، وهي حقوقية ورئيسة "جمعية عدالة" إلى حد القول، إن غياب المرأة في الحكومة الجديدة " نكسة كبيرة" نعيشها في ظل دستور جديد. وقالت حفيظة الفارسي في مقال لها بعنوان، يقطر سخرية، هو "تمخضت الحكومة ..فولدت وزيرة"، إن الإعلان عن التشكيلة الحكومية بعد مخاض عسير،"وجه ضربة قاصمة لظهر الحركة النسائية بالمغرب ولنضالاتها من أجل إقرار مساواة فعلية، فقد شكل الإعلان انتكاسة حقيقية لمغرب الحقوق والمساواة بعد أن كنا نتدرج في منحى نمو حقوقي تصاعدي، وجدنا انفسنا اليوم في الحكومة الواحدة والثلاثين في تاريخ المغرب السياسي نتقدم إلى الوراء." يذكر أن أحزابا أخرى في المعارضة، مثل " الأحرار" و" الاتحاد الستوري"، وبعض الفعاليات النسائية انتقدت بشدة اقتصار الحكومة الجديدة على توزير إمراة واحدة، هي بسيمة الحقاوي.