استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس ، اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالدار البيضاء، الفنان مهدي قطبي وعينه رئيسا للمؤسسة الوطنية للمتاحف، التي ستتولى مهمة النهوض بإشعاع الموروث الثقافي الوطني الذي يزخر به المغرب. والمهدي قطبي فنان عصامي، بدأ حياته من الصفر، انطلاقا من حي " التقدم" الشعبي المعروف بالرباط، ومارس مختلف المهن في بداية حياته، بحثا عن موقع قدم له تحت الشمس. وقد تحدث عن كل ذلك في كتاب له بعنوان " لوحة حياة" يحكي فيه ملامح من سيرته الذاتية، وخاصة مايتعلق بمرحلة الصبا. وقد لعبت الصدفة دورا كبيرا في حياته، يوم التقى في أحد المعارض بالرسام المغربي المرحوم الجيلالي الغرباوي، الذي أخذ بيده وشجعه على التشكيل بعد اقتناعه بموهبته الفنية كفنان موهوب ، مسكون بالطموح. وفي محاولة منه لدعمه ماديا وفنيا حث الغرباوي أصدقاءه على شراء لوحات هذا الفنان الصاعد، مما كان له كبير الأثر على نفسيته.ومن تم اتجه تفكيره للاحتراف قبل أن يدرس الرسم في مدرسة الفنون الجميلة بمدينة تولوز والمدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس.. واستطاع المهدي قطبي المعروف بانفتاحه وتحرره وقدرته على التواصل، أن يعقد علاقات مع شخصيات فرنسية مؤثرة في الإعلام والسياسة والثقافة،ومن بينها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وغيره، وأنشأ جمعية الصداقة المغربية الفرنسية التي لعبت دورا مهما في مد جسور التفاهم بين الشعبين المغربي والفرنسي. واعتبارا لذلك تم توشيحه بوسام فرنسي تقديرا لجهوده في هذا المجال. كما تعرف المهدي قطبي عن كثب على العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، وكان بينهما أكثر من لقاء وحوار عن الفن التشكيلي. ورغم اغترابه في الخارج ردحا طويلا من الزمن، ظل قطبي متشبثا بجذوره وهويته، وتعكس ذلك بشكل جلي رسوماته المتسمة بمعانقة الحرف العربي.