اعتبر المدير التنفيذي السابق للمجلس الإنتقالي الوطني الليبي محمود جبريل أن على نهاية الزعيم الليبي معمر القذافي أن تشكل عبرة للرئيس السوري بشار الأسد.وقال جبريل بمقابلة مع وكالة أنباء "الأناضول" الجمعة إن على الأسد أن يعلم ان التاريخ يكتب بيد الشعب وليس الحكام .وسئل عن رأيه بما يجري في سوريا، فأعرب عن اعتقاده بأن الرئيس السوري يتبع نموذج القذافي. لكنه رأى انه يفترض أن يشكل اعتقال القذافي ووفاته عبرة للأسد. وشدد على ضرورة أن يلعب كل السوريين دوراً بإعادة بناء بلدهم، مضيفاً ان "هذا عالم جديد وثقافة عالمية جديدة.. وسئم الجميع من الديكتاتوريات والإستبداد". ورداً على سؤال عن سبب استقالته بعد اعتقال القذافي، قال جبريل ان الخطة التي سبقت الثورة كانت بأن تكون الثورة حرباً من أجل الحرية لكل الليبيين. وأضاف ان "هدف الليبيين الوحيد كان التخلص من النظام المستبد، لكن صراعاً سياسياً بدأ بعد تحرير طرابلس ووجدت انه ما زال من المبكر أن نشهد صراعاً سياسياً، وكنت آمل أن نستمر في الحرب الوطنية فالعملية الإنتقالية أساسية ويجب أن يكون كل الليبيين موحدين حتى نؤلف دستوراً جديداً يحظى بموافقة الجميع وعندها يمكن أن يبدأ الصراع السياسي". وإذ أكد أن ما من ثقافة سياسية حقيقية في ليبيا، أشار جبريل إلى انه بدلاً من ترؤس الحكومة كرس نفسه لتحضير الشعب الليبي للإنتخابات وحماية حقوقهم وأهداف الثورة. وسئل عما شعر به عند سماع نبأ مقتل القذافي، فأجاب "إذا قتل القذافي على يد كل الليبيين فهذا يعني انه نال ما يستحقه". لكنه أشار إلى انه شخصياً كان يفضل محاكمة القذافي، "فنحن الليبيون كنا نرغب بمعرفة سبب تحميلنا كل الألم طوال 42 سنة". وقال ان الزعيم الليبي الراحل كان صندوقاً أسود بارتباطاته بالعديد من الدول الأجنبية والمنظمات الأمنية، "أعتقد ان محاكمته كانت ستكشف الكثير من الأمور". ورداً على سؤال عن المشكلة الأكبر بالنسبة إلى ليبيا، قال جبريل انها السيادة الليبية، مشدداً على ان "السيادة الوطنية خط احمر لكل الليبيين.. لا يمكن تخطيها من قبل أي بلد حتى وإن كان بلداً تربطنا به علاقات أخوة، فنحن نقدر المساعدة خلال الثورة لكن على الليبيين أن يحددوا مستقبلهم بأنفسهم". وأشار إلى أن المشكلة الثانية في ليبيا تتعلق بجمع الأسلحة من الناس، و"عندما يسود الأمن يمكننا أن نطور بلدنا ونؤمن حياة طبيعية للشعب". وسئل عن ليبيا التي يراها بعد 10 سنوات، فقال "لطالما حلمت ببلد يتساوى فيه كل إنسان، وأريد أن أرى الليبيين فخورين ببلدهم الذي حقق نجاحاً اقتصادياً". وختم بشكر القادة الأتراك على مساعدتهم، ووصف الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داوود اوغلو بأنهم أخوة وأصدقاء حقيقيين للشعب الليبي.