شهدت وحدة القلب التابعة للمركز الوطني لأمراض القلب إجراء العشرات من عمليات القلب المفتوح والمعاينات والاستشارات الخاصة بالقلب والشرايين من طرف أخصائيين مغاربة في جراحة القلب والشرايين. وقال محمد سالم ولد اجويمع مراقب الوحدة إن" البعثة المغربية التي يدخل نشاطها ضمن التعاون المثمر والمتسارع بين المركز الوطني لأمراض القلب فى موريتانيا ومستشفى ابن سيناء بالمملكة المغربية جاءت استجابة لتطلعات أكثر من 200 من المرضى المحتاجين الذين تمت معاينتهم وشخصت حالاتهم من قبل أخصائيي المركز الوطني لأمراض القلب بالعاصمة وتأكدت حاجتهم لمعاينات جراحية استعجالية خاصة". ويضيف اجويمع "استطعنا في المركز الوطني لأمراض القلب بفضل الله وبفضل شبكة واسعة من العلاقات المميزة ربطتنا ومنذ إنشاء هذا المركز الوطني الحيوي مع هيئات طبية نظيرة في عدة بلدان شقيقة وصديقة استجلاب بعثات من فرنسا وتونس والجزائر والسعودية وقطر وهذه البعثة المغربية التي تتواجد معنا اليوم جاءت ضمن جهودنا وعلاقاتنا خاصة مع مستشفى ابن سيناء المغربي الذي نرتبط معه بعلاقة شراكة قوية لتقوم بدورها في مساعدة المرضى المحتاجين والذين لا يستطيعون دفع تكاليف الرفع إلى الخارج وبطبيعة الحال فالأولوية بالنسبة لنا في مركز القلب هي للفقراء والمحتاجين وذوى الدخول المحدودة العاجزين عن تحمل نفقات العلاج الجراحي الباهظ بالنظر إلى أن تكلفة كل عملية تزيد عن 3 ملايين أوقية نقوم فى المركز بتحملها بالتعاون مع وزارة الصحة" وحسب السيد ولد اجويمع فإن عدد العمليات التي أجرتها البعثة المغربية حتى اليوم الرابع من مأموريتها كان على النحو التالي: القلب المفتوح 7 عمليات العمليات الوريدية ومرضى الكلى 19 عملية الدوالي 7 عمليات 60 استشارة طبية من جانبه قال أخصائي جراحة القلب والشرايين رئيس البعثة المغربية د/ السايح رشد في تصريح خاص لموقع " الوطن" : إن البعثة المغربية مكونة من 6 أطباء هم الجراح سايح رشد والجراح هشام بن يوسف والدكتور خالد ولد بيه من موريتانيا ومريم دراون والعايدية وبوعباد" وأضاف " الأمور سارت على ما يرام ولمسنا لدى إخوتنا الموريتانيين جاهزية وانسيابية في العمل ووفروا لنا كل الظروف الملائمة لإنجاح مهمتنا التي نتمنى أن تكون بداية مشوار طبي مشترك يعود بالنفع على بلدينا وشعبينا الشقيقين". بدوره تمنى الدكتور خالد ولدبيه أن "يتطور القطاع الصحي في موريتانيا حتى تتمكن البلاد من تحقيق الاكتفاء الذاتي وتستغني مستقبلا عن استجلاب بعثات طبية أجنبية" معتبرا أن "هذه البعثات الطبية تستحق الشكر على خدماتها التي تقدم لنا ولمرضانا بأريحية وفى أجواء حميمية" ويرى د/أحمد ولدأبه أخصائي أمراض القلب والشرايين ومدير المركز الوطني لأمراض القلب أن "هذه البعثة هي جزء من مسار متكامل ومتواصل من الشراكة التي تربط المركز بمؤسسات طبية نظيرة في دول عربية وأوروبية وعبر العالم حيث أن المركز يبذل كل ما في وسعه من أجل تطوير قدرات البلاد على التكفل بمرضى القلب والشرايين والاستفادة بهذا الشأن من التطور العالمي الطبي في هذا المجال الحساس والحيوي" وقال د/أبه في تصريح مقتضب لموقعنا "إن المركز استقبل بعثات عديدة منذ نشأته مكنته من تحسين ظروف عشرات المرضى وإنقاذ حياتهم عبر التدخلات الجراحية والمعاينات والاستشارات والفحوصات المتخصصة" معربا عن تشكراته الخالصة وباسم طاقم المركز والجهات الصحية للفريق المغربي "الذي تميز عمله بالكفاءة وكان مثالا للمثابرة والانسجام والأريحية". الطاقم الطبي المرافق للفريق المغربي من أخصائيين وفنيين وممرضين أعرب أفراده عن شعورهم بالفرح وهم يعملون جنبا إلى جنب مع د/سايح وطاقمه المثابر وسعادتهم برؤية مرضى عديدين يستعيدون الأمل ويفتحون أعينهم من جديد بعد فترات من البؤس والألم متمنين استمرار هذا التكامل الطبي الخلاق بين المغرب وموريتانيا المرتبطين بعلاقات قوية وراسخة وبناءة أعضاء في البعثة المغربية عبروا عن سعادتهم بوجودهم "جنبا إلى جنب مع أشقائهم الموريتانيين" مشيدين ب"جو الانسجام والود الذي قوبلوا به منذ وصولهم للعاصمة نواكشوط من طرف الجهات الرسمية والطبية والشعبية" وهو" أمر طبيعي" من وجهة نظرهم ف"العلاقة الموريتانية المغربية علاقة خاصة وضاربة بالجذور في قواسم تاريخية وحضارية وثقافية مشتركة" وأعربوا عن "ثقتهم بالطواقم الطبية الموريتانية وكفاءتها وروح العمل والاندفاع لديها" متمنين لموريتانيا وشعبها" مزيدا من التطور والنماء والتقدم في المجال الطبي". المواطنون الموريتانيون من مرضى و مرافقين ومراجعين للبعثة المغربية أجمعوا على "شجاعة الفريق المغربي وعمله المتواصل خدمة للمرضى" وقال هؤلاء في تصريحات ل"الوطن" إن "هذا النوع من البعثات مهم للغاية ولا تقدر الخدمات التي يقدمها بثمن" موضحين انه "في كل مرة وعندما يستجلب مركز القلب طاقما طبيا من الخارج يتم إنقاذ أرواح كانت مهددة وتزرع البسمة على شفاه كانت مطبقة بالألم وتنفتح آفاق جديدة للحياة في وجوه مرضى كانوا يصارعون الألم واليأس" وأثنى المواطنون على "الدور الريادي الذي يؤديه المركز الوطني لأمراض القلب الذي عمل منذ تأسيسه على استجلاب هذا ا لنوع من البعثات الطبية المتخصصة للتخفيف من معاناة مرضى القلب والشرايين خاصة من الطبقات الفقيرة التي لا يجد أبناؤها سبيلا للحصول على علاج جراحي متخصص في الخارج إلا عبر هذا النوع من البعثات الطبية". ويتوفر المركز الوطني لأمراض القلب الذي أنشأ قبل ثلاث سنوات من الآن بهدف العناية والتكفل بالمصابين بأمراض القلب والشرايين ويوجد مقره المركزي غربي مركز الاستطباب الوطني في بناية ما كان يعرف سابقا ب"مستشفى الصبا للأمراض الصدرية" على غرفة عمليات متكاملة وحديثة التجهيزات بوحدته الموجودة بمستشفى الشيخ زايد بالإضافة لقاعات فحص بالأشعة ومخبر وأقسام للطوارئ والإنعاش والحجز وعشرات الأخصائيين والأطباء والفنيين والممرضين والاداريين ويطمح لتطوير خدماته عبر بناء مركز مرجعي متكامل وفق المعايير الطبية الحديثة عالميا وتكوين طواقم على أعلى مستويات التخصص الطبي والجراحي والتمريضي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التكفل بأمراض القلب والشرايين وقد قطع المركز خطوات متقدمة بذلك الشأن عبر علاقاته مع ممولين ومانحين وشركاء طبيين من دول عربية ومن مختلف أنحاء العالم.