أثار نبأ مقتل العقيد معمر القذافي اليوم الخميس في مدينة سرت ردود فعل دولية، ذهب أغلبها إلى اعتبار ذلك نهاية نظام امتد حكمه على امتداد أكثر من أربعة عقود، وبداية حقبة جديدة في ليبيا. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن على الليبيين اليوم العمل على بناء بلدهم، داعيا المجلس الوطني الانتقالي إلى اتخاذ الخطوات المهمة لتأسيس مرحلة جديدة عنوانها التعددية والعدالة والفرص للجميع. وقال الاتحاد الأوروبي إن قتل القذافي يشكّل نهاية حقبة الاستبداد الطويلة التي عانى منها الشعب الليبي، داعيا المجلس الانتقالي الوطني الليبي إلى تحقيق عملية مصالحة تمكّن البلاد من الانتقال إلى الديمقراطية بشفافية. وذكر رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو في بيان مشترك إنه بات بإمكان ليبيا اليوم قلب صفحة في تاريخها واحتضان مستقبل ديمقراطي جديد. وقال رومبوي وباروزو إن الحوار بين كل عناصر المجتمع الليبي ضروري للتحول الناجح إلى الديمقراطية. و ذكر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن مقتل معمر القذافي يبشر بمستقبل أفضل للشعب الذي حكمه لأربعة عقود، مضيفا أن الشعب في ليبيا لديه اليوم فرصة أفضل لبناء مستقبل ديمقراطي قوي. وفي باريس، رحب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ب"نهاية 42 عاما من الديكتاتورية في ليبيا"، مضيفا أن مقتل العقيد معمر القذافي وضع حدا لمرحلة صعبة للشعب الليبي ونزاع مسلح كان مكلفا لليبيين. واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أن الحرب في ليبيا قد انتهت بعد إعلان مقتل العقيد معمر القذافي، في ما وصف وزير خارجيته فرانكو فراتيني الحدث بالنصر الكبير للشعب الليبي. وقال الرئيس ديمتري مدفيديف إنه يأمل أن يؤدي مقتل القذافي إلى السلام والحكم الديمقراطي في ليبيا، داعيا الليبيين الى الاتفاق فيما بينهم. وفي واشنطن قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين إن موت معمر القذافي يؤذن بنهاية "المرحلة الأولى" من الثورة الليبية، داعيا إلى علاقات أوثق بين الولاياتالمتحدة الأميركية وليبيا. وقال ماكين "بإمكان الشعب الليبي أن يركز الآن كافة طاقاته الهائلة على تعزيز وحدته الوطنية، وإعادة بناء بلاده والمضي قدما بعملية انتقاله الديمقراطي، وصيانة كرامة كافة الليبيين وحقوقهم الإنسانية". وطالب ماكين الولاياتالمتحدة والأوروبيين والعرب بتعزيز دعم الشعب الليبي خلال سعيه لإنجاح المرحلة المقبلة من ثورته الديمقراطية. وقال قادة الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية في بيان مشترك اليوم الخميس إن الأنباء التي ترددت عن مقتل معمر القذافي سوف تسمح لليبيا ب"اعتناق مستقبل ديمقراطي جديد". وفي الوقت نفسه، دعوَا الحكومة الحالية المتمثلة في المجلس الانتقالي الليبي إلى إطلاق "عملية مصالحة واسعة النطاق" لتوحيد الفصائل الليبية المختلفة، وتمهيد الطريق لعملية "انتقال ديمقراطية وسلمية تتسم بالشفافية". وقال رئيس الاتحاد هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو "وفاة معمر القذافي تمثل نهاية لفترة طغيان وقمع عانى منها طويلا جدا الشعب الليبي". وأضاف "الآن يمكن لليبيا أن تطوي صفحة من تاريخها وتعتنق مستقبلا ديمقراطيا جديدا". من جانبها ذكرت منظمة العفو الدولية أن الإعلان عن مقتل العقيد الليبي معمر القذافي سينهي فصلا تميّز بالقمع والاعتداء من تاريخ ليبيا. ودعت المنظمة المجلس الوطني الانتقالي إلى إعلان ظروف مقتل القذافي على الملأ، وإجراء تحقيق كامل ومستقل وحيادي لتحديد ظروف الوفاة. كما حثت المجلس على ضمان معاملة جميع الأشخاص المشتبه في ارتكابهم انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب -بما في ذلك دائرة العقيد القذافي الداخلية وأفراد أسرته- معاملة إنسانية ومحاكمتهم محاكمة عادلة إذا أُلقي القبض عليهم. رأي مخالف لكن عضوا إيطاليا في البرلمان الأوروبي خالف رأي أقرانه الأوروبيين، حينما علق على مقتل القذافي بقوله إن معمر القذافي كان "قائدا عظيما وثوريا حقيقيا"، وذكر ماريو بورجيتسيو في بيان أن "نهاية القذافي، الذي قتل خلال القتال محاطا ببقايا الموالين له، لا شك أنها نهاية مجيدة". وقال بورجيتسيو اليوم إن القذافي كان "قائدا عظيما وثوريا حقيقيا لا ينبغي الخلط بينه وبين القيادة الليبية الجديدة، التي قفزت إلى السلطة بأسلحة حلف شمال الأطلسي (ناتو)" أو شركات النفط متعددة الجنسيات. وأوضح عضو البرلمان الأوروبي أنه كان بين عدد قليل من المنتقدين للسياسة الودودة التي اتبعتها إيطاليا مع القذافي، لكن ذلك لا يمنع أن يعترف بأن القذافي يستحق الاحترام الشديد.