مراكش "مغارب كم": كريم الوافي دخل ثلاثة معتقلين سياسيين سابقين منذ أمس الإثنين في اعتصام مفتوح أمام مقر ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، احتجاجا على عدم وفاء المسؤولين بالتزاماتهم وتعهداتهم في تنفيذ توصية الإدماج الاجتماعي. جاء ذلك، بعد نفاد صبرهم واستنفاذ كل الاتصالات التي باشروها مع المسؤولين بولاية مراكش، بعد ما حسمت اللجنة المركزية لهيئة الإنصاف والمصالحة في مجمل الطلبات المقدمة من طرف الضحايا، إلى اللجنة الجهوية التي يترأسها محمد امهيدية والي مراكش، منذ احداتها بعد قرار اللجنة المركزية في اجتماعها الأخير برئاسة الوزير الأول، القاضي بتفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في الإدماج الاجتماعي للضحايا. وعبر المحتجون الذين احتفظوا لأنفسهم بحق اللجوء إلى مختلف أشكال النضال إلى حين تحقيق مطالبهم، عن استيائهم العميق وتدمرهم من تجاهل المسؤولين للوضعية المأساوية التي يعيشونها مع أبنائهم. وكانت هيئة الإنصاف والمصالحة،قامت بالبت في الطلبات المعروضة عليها والمتعلقة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت ضحايا الانتهاكات الجسيمة أو ذوي حقوقهم. كما قامت بتقديم المقترحات والتوصيات من أجل إيجاد حلول لقضايا التأهيل النفسي والصحي والإدماج الاجتماعي، واستكمال حل ما تبقى من المشاكل الإدارية، الوظيفية والقانونية لبعض الضحايا، والقضايا المتعلقة بنزع الممتلكات، وأولت الهيئة اهتماما خاصا لجبر الضرر الجماعي، واقترحت تبني ودعم مشاريع برامج للتنمية السوسيو-اقتصادية أو الثقافية لفائدة مجموعة من المدن والمناطق، كما أوصت بشكل خاص بتحويل مراكز الاعتقال غير القانونية السابقة، وأعدت الهيئة تقريرا ختاميا تضمن نتائج وخلاصات الأبحاث والتحريات والتحاليل بشأن الانتهاكات وسياقاتها، والتوصيات والمقترحات الكفيلة بحفظ الذاكرة، وبضمان عدم تكرار ما جرى، ومحو آثار الانتهاكات، واسترجاع الثقة وتقويتها في حكم القانون واحترام حقوق الإنسان.