"القدس العربي" كمال زايت: الجزائر قالت مصادر مطلعة ل'القدس العربي' أن عائشة معمر القذافي قررت الرحيل فعلا عن الجزائر، مثلما أشرنا إليه في أعدادنا الماضية، مشيرة إلى أن ابنة القذافي أبلغت السلطات الجزائرية نيتها في الرحيل قبل نهاية السنة الجارية، دون أن تشير إلى الوجهة التي اختارت المغادرة نحوها. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قرار عائشة القذافي بالرحيل تسبب في انشقاق وسط عائلة القذافي المقيمة بالجزائر، خاصة وأن شقيقيها لم يتحمسا لقرارها، ورفضا الرحيل معها، مؤكدين لها على أن العائلة لن تجد بلد أفضل من الجزائر، كما أن ليبيا تبقى غير بعيدة عنهم. وأوضحت أن باقي أفراد العائلة انقسموا بين مؤيد ومعارض لقرار مغادرة الجزائر، مشيرة إلى أنهم لم يتقبلوا المبررات التي قدمتها عائشة لإقناعهم بالمغادرة، خاصة وأنها اعتبرت حياتها في الجزائر بمثابة سجن، في إشارة إلى الإجراءات التي اتخذتها السلطات في أعقاب التصريحات التي أدلت بها عائشة إل قناة 'الرأي' الفضائية التي تبث من سوريا، وهي تصريحات أثارت حفيظة السلطات الجزائرية. وأشارت إلى أن العائلة أبدت تفهما لرد فعل السلطات الجزائرية، التي قررت سحب الهواتف المحمولة منهم، في أعقاب تصريحات عائشة، والتي اعتبرت بمثابة طعنة خنجر في الظهر، في حين أن هذه الأخيرة لم تهضم هذه الإجراءات، وهو ما جعل أحد المسؤولين الجزائريين يعلق على تصرفاتها بالقول:' لا تزال تعتقد نفسها من الأسرة الحاكمة، ونسيت أنها في ضيافة بلد، لم يتوان عن فتح أبوابه لاستقبالها لأسباب إنسانية'. وذكرت المصادر ذاتها أن السلطات الجزائرية أبلغت عائشة القذافي مجددا أنها ليست مطالبة بالرحيل، إلا إذا أصرت على موقفها، فإنه من غير الممكن الإبقاء عليها خلافا لإرادتها، وأنها أبلغت باقي أفراد العائلة أنه بإمكانهم البقاء أو الرحيل، وأنهم أحرار في اتخاذ القرار الذي يريدون، فالمهم هو أن يحترموا واجبات الضيافة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة. وذكرت أن العائلة تقيم في إحدى الفيلات التابعة للدولة بأرقي أحياء العاصمة، وأن السلطات خيرتهم بين عدة إقامات، وأنهم اختاروا هذه الفيلا في نهاية الأمر، كما وضعت تحت تصرفهم سيارات وسائقين، وكل ما يحتاجونه في حياتهم اليومية، لكن كل تحركات أفراد العائلة القليلة تكون مصحوبة بحراسة أمنية، وقد زادت الحراسة والمراقبة من حول أفراد العائلة منذ تصريحات عائشة القذافي الأخيرة. وأوضحت أن ابنة القذافي أجلت رحيلها قليلا حتى تكبر ابنتها التي وضعتها في الجزائر قليلا، علما وأنها ولدت يوم 30 أغسطس/ آب الماضي، وأنها أسمتها 'أمل'، دون أن تتأكد الوجهة التي اختارتها ابنة العقيد الليبي، علما وأنها عبرت عن نيتها في الذهاب إلى فنزويلا. وأشارت المصادر نفسها إلى أن عائشة القذافي قالت أنها لا تأمن عدم تسليمها وأفراد عائلتها إلى السلطات الليبية الجديدة فور القبض على والدها أو القضاء عليه، خاصة وأن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي سبق وأن قال بأن الجزائر ستنظر في أي طلب يقدمه القضاء الليبي بعد استتباب الأمور وقيام نظام جديد.