قال عمال يحتجون عند مقر المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا اليوم الأحد إنهم قرروا الإضراب عن العمل لحين إقالة المديرين مع احتمال محاكمتهم بسبب قتالهم الى جانب الزعيم المخلوع معمر القذافي. ويعمل معظم المحتجين في شركة الواحة للنفط وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركات كونوكو فيليبس وماراثون وأميرادا هيس. وقال المحتجون انه جرى تقديم وثائق تثبت أن المديرين استخدموا مجمع شركة الواحة للنفط كقاعدة لمقاتلي القذافي الى المؤسسة الوطنية للنفط صباح اليوم. وأضافوا أن طائرات حلف شمال الاطلسي استهدفت حقول النفط لانها كانت تستخدم لاطعام مقاتلي القذافي وتوفير المأوى والعتاد لهم. وقالوا ان استئناف الانتاج في هذه الحقول قد يستغرق أربعة الى ستة أشهر. وقال متظاهر من شركة الواحة للنفط «لحقت اضرار كثيرة بالحقول...خاصة حقلي جالو والواحة». كان رئيس المؤسسة الوطنية للنفط قال في مقابلة معه "رويترز" الأسبوع الماضي ان الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي على حقول النفط الليبية نفذت «بدقة تشبه عمل الجراح». وأكد مصدر في المؤسسة الوطنية للنفط أن رئيس المؤسسة نوري بالروين اجتمع مع عمال شركة الواحة للنفط اليوم الأحد لكنه أضاف أنه لم تتم الاستجابة لمطالبهم بإقالة المديرين. وتواجه شركات أخرى من أمريكا الشمالية في ليبيا مصيرا غامضا مع قيام شركتي اوكسيدنتال وصنكور باستئناف الإنتاج في حقول في الجزء الشرقي من حوض سرت هذا الأسبوع. ونجحت أيضا شركات أوروبية منها شركات ألمانية وايطالية وفرنسية في ضخ النفط للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب لكنها تواجه مصيرا مشوشا هي الاخرى. وفي الاسبوع الماضي قال مدير عمليات في شركة ايني في طرابلس ل "رويترز" ان حقل الفيل وهو أكبر حقل لشركة النفط والغاز الايطالية قد دمر تماما ولن يمكن استئناف الإنتاج منه قبل 2012. لكن المدير التنفيذي لايني قال في وقت لاحق ان الشركة ليست على علم بأي أضرار لحقت بالحقل. وحتى الآن لم يتم استئناف إنتاج النفط من غرب لييا في حين لاتزال أجزاء من حوض ليبيا الغني بالنفط أخطر من أن يتم تفقدها. وكانت شركة الواحة للنفط تنتح أقل قليلا من 400 ألف برميل نفط يوميا قبل الحرب لكنها لا تنتج الآن أي كميات من الخام ويقول عمال الحقل إنهم لن يستأنفوا عملهم الا بعد إقالة المديرين. وقال المحتجون ان الليبيين حرموا من فرصة الحصول على وظائف جيدة خلال حكم القذافي ويريدون مستقبلا أفضل. وقال شخص يدعى أحمد زحمول «بعد أكثر من 40 عاما مازلنا نعتمد على العمالة الأجنبية. ليس لدى الليبيين فرصة للحصول على وظيفة جيدة. لم يتغير أي شيء. لا توجد إستراتيجية للمستقبل». وجاء احتجاج اليوم الأحد في أعقاب مظاهرة مماثلة الأسبوع الماضي عند قر شركة الواحة للنفط. وأبلغ المهندسون هناك عن وقوع أضرار شديدة في أجزاء من المجمع في حين مازال من غير الممكن تفقد بعض حقول النفط لانها غير آمنة. وانضم الى عمال شركة الواحة للنفط موظفون من معهد النفط الليبي قالوا أيضا ان مدرائهم أيدوا جيش القذافي بشدة. وقال موظف بالمعهد يدعى ابراهم تويبتي «قاموا بتخزين مادة تي.ان.تي شديدة الانفجار في المبنى. جاء الجيش الى هناك من أجل البنادق والأسلحة الرشاشة». وقال المحتجون انه يعود الى المحكمة الليبية المكلفة باستدعاء الموالين للقذافي توقيع العقوبة التي تراها. لكن أيا كانت النتائج فان المديرين غير مؤهلين لوظائفهم ولا يجب السماح لهم بالبقاء.