شنت قوات الحكومة الانتقالية في ليبيا أكبر هجوم لها على مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي اليوم الجمعة حيث أطلقت قذائف المدفعية الثقيلة على آخر معقل كبير للقوات الموالية للزعيم المخلوع. وستكون السيطرة على البلدة الساحلية خطوة مهمة لحكام ليبيا الجدد وسيجعلهم أقرب لبسط سيطرتهم الكاملة على البلاد كلها بعد مرور ما يقرب من شهرين على سيطرة مقاتليهم على العاصمة الليبية طرابلس. وتتعرض القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي لضغوط لتحقيق تقدم سريع في ميدان القتال لكن المقاومة الشرسة والنيران التي تطلقها القوات الموالية للقذافي منعتهم من الاستيلاء على المدينة على مدى أسابيع. وتصاعدت في سماء سرت أعمدة من الدخان الأسود فيما قصفت قوات المجلس الاننقالي وسط المدينة بالدبابات وقذائف المدفعية من مواقعها شرقي سرت. وفر الاف المدنيين من المدينة مع اشتداد حدة القتال مخلفين وراءهم وضعا إنسانيا يزداد بؤسا. وأخذ كثيرون منهم على حين غرة بهجوم اليوم الجمعة وفروا مذعورين وسط دوي الانفجارات في أرجاء المدينة. وأشار العقيد أحمد العبيدي أحد قادة المجلس الوطني الانتقالي العسكريين الى ضربات قوية في جميع الاتجاهات متعهدا بإنهاء المهمة والسيطرة على سرت اليوم. وتقدمت شاحنات قوات المجلس الانتقالي محملة بالذخيرة وبطاريات المدفعية على طول الجبهة الشرقية لسرت التي تقع على بعد 2ر1 كيلومتر تقريبا من وسط المدينة. وتعد سرت الى جانب بلدة بني وليد الصحراوية من المعاقل الاخيرة التي لا تزال تخضع لسيطرة القوات الموالية للقذافي. وقال أطباء في مستشفى ميداني شرقي سرت إنهم سمعوا انفجارا هائلا داخل المدينة بعد منتصف الليل. وقال العبيدي ان الانفجار وقع بعد أن أصابت قواته مخزنا للأسلحة يخص أنصار القذافي.