في سابقة هي الأولى من نوعها، قام نقابيون مسرحيون وأساتذة وخريجون من المعهد العالي للمسرح بتنظيم وقفة احتجاجية مساء أمس الاربعاء فوق خشبة مسرح محمد الخامس بمدينة الرباط، ضد بنسالم حميش، وزير الثقافة، دامت خمس دقائق فقط. ورفع المحتجون شعارات طالبوا من خلالها برحيل الوزير، موجهين النداء إلى حزبه (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) ليتدخل بالحسم في الموضوع من أجل إنقاذ الوضع . وسجلت ثلاث هيئات مسرحية، هي النقابة المغربية لمحترفي المسرح، والتنسيقية الوطنية للفرق المسرحية المحترفة، وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، في بيان لها،استغرابها لما أسمته ب "الموقف السلبي" للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ب "صمته على ممارسات الوزير"، وعدم اتخاذه لأي موقف من سياسة الهدم المتواصل للسيد الوزير، لما سبق أن حققه الحزب من خلال هذه الحقيبة للمثقف والفنان المغربي، في إشارة ضمنية إلى سلفه محمد الأشعري، الوزير الاشتراكي الأسبق. ووصفت الهيئات المذكورة، سياسة حميش، بأنها "أضرت بالعديد من الكتاب والمثقفين والفنانين الاتحاديين أنفسهم". وأدانت هذه الهيئات ما اعتبرته "سياسة الالتفاف على برنامج المسرح الوطني محمد الخامس"، لتضمين عروض لفرق مسرحية، قاطعت المهرجان الوطني 13للمسرح، ضمن برنامج افتتاح الموسم المسرحي الجديد،وهي عروض، يضيف البيان، تهدف للإيحاء للرأي العام الوطني "بأن هناك من الفرق من راجعت موقفها من الوزارة". وتم مساء أمس تكريم الممثل مصطفى تاه تاه وصفية الزياني، تقديرا لدورهما في خدمة المسرح، وذلك ضمن حفل افتتاح الموسم المسرحي الجديد، بعرض مسرحية" الهواوي قايد النساء" من تأليف: أحمد الطيب العلج وإخراج: مسعود بوحسني، ووضع الممثلون المشاركون فيها شارات احتجاج،على أذرعهم، تضامنا مع زملائهم، الذين نظموا الوقفة الاحتجاجية. وتراجع الوزير في آخر لحظة عن حضور الحفل، تفاديا للإحراج، بعد أن تناهى إلى علمه أن هناك نية لتنظيم هذه الحركة الاحتجاجية ضد سياسته الثقافية، وخاصة في تدبير قطاع المسرح. ويؤاخذ المحتجون على الوزير كونه يحاول هذه الأيام، ان يسابق الزمن، لفرض الأمر الواقع، قبل انتهاء مدة استوزاره، تحت شعار "إصلاح مزعوم"، على حد تعبيرهم.