باءت بالفشل محاولات حثيثة قادتها خلال الأيام الماضية، شخصيات معروفة، في إقناع السلطات الجزائرية بالمساعدة لترتيب لجوء مبروكة الشريف، مسؤولة البروتوكول عند القذافي، إلى الجزائر، كما رفضت طلبا مماثلا لصالح الليبي "يوسف شاكير" تقدم به مسؤولان في جبهة التحرير. وقال مصدر اطلع على تلك الاتصالات للشروق أن أعيانا وشخصيات معروفة في قبائل التوارق بالجنوب الجزائري، حاولت أن تفتك من الحكومة الموافقة على طلب لجوء سياسي لصالح مبروكة الشريف، واتصلت لأجل ذلك مع مصالح دبلوماسية وأمنية مختلفة، في إليزي وفي الجزائر العاصمة، لكن الحكومة نأت بنفسها عن الفكرة، وأمرت المسؤولين الذين أداروا تلك الاتصالات، بقطعها. وتولت مبروكة الشريف خلال السنوات الأخيرة إدارة بروتوكول القذافي، وتنسيق عمل الحارسات الشخصيات اللاتي اشتهر بهن العقيد خلال فترة حكمه، إلا أنها كانت أيضا مخزن أسرار القذافي لعقود وحلقة الوصل الأساسية بينه وبين زعماء وأعيان التوارق في ليبيا ودول الجوار الأخرى، خاصة في الجزائر ومالي والنيجر، وكانت الباب التي يطرقونها إذا أرادوا شيئا من العقيد، كما كانت الممر الأهم لتوارق ليبيا لأخذ حصتهم من المناصب في الدولة والنظام. وقال الوسطاء الذين سعوا في ترتيب لجوئها إلى الجزائر أنها لا تواجه أي متابعات قضائية أو قانونية في ليبيا، لكن الحكومة تخشى ان تطالها تلك المتابعات مستقبلا، وبالتالي ستكون محرجة إذا تقدمت لها السلطات الليبية الجديدة بطلب تسليمها، وقال ذات المصدر أن "مجموعة من مقاتلي المجلس الانتقالي الحاكم في ليبيا دخلوا قبل أيام فعلا إلى إقامتها الشخصية، ووجدوا ما قالوا انه دليل على أن القذافي كان يلجأ إليه في آخر أيامه في طرابلس، هربا من ضربات الحلف الأطلسي"، وأضاف أن رفض الحكومة الجزائرية منحها اللجوء رسميا لا يمنع من دخولها التراب الجزائري بطريقة أخرى. الموقف الحكومي الرافض لمنح اللجوء السياسي للهاربين من رموز نظام القذافي طال أيضا مساعي أخرى لشخصيتين معروفيتن في حزب جبهة التحرير الوطني، أحدهما وزير سابق، توسطا لدى السلطات لترتيب لجوء يوسف شاكير، الذي اشتهر بانتقاداته اللاذعة لمعارضي القذافي، وظهر مؤخرا في سوريا. وفي موضوع متصل، تعززت القناعة لدى الرفاق القدامى لزعيم المتمردين التوارق في مالي "ابراهيم باهنغا" أن موته المفاجئ مؤخرا ليس بسبب حادث سير، كما اعلن عنه سابقا، وقال مصدر ترقي كان قريبا من الحادثة للشروق أنه أصبح في حكم المؤكد الآن إن باهنغا تعرض للتصفية على يد بعض مرافقيه بعد الاشتباه في أنه كان ينوي الانقلاب على القذافي وتحويل جزء من السلاح والمال الذي عهد إليه رجال العقيد تأمين طريق مروره إلى الجنوب، وتعرض "باهنغا" للمطاردة من طرف مسلحين من توارق النيجر أدت إلى إصابة وانقلاب السيارة التي تقله، فمات على الفور، ويضيف مصدرنا ان السلاح الذي وصل إلى معسكرات المسلحين التوارق يشمل سلاحا ثقيلا حديثا "منه ما بين 5 إلى 7 دبابات".