الدار البيضاء "مغارب كم": سعيد بنرحمون حسم المكتب السياسي لحزب اليسار الاشتراكي الموحد أمر المشاركة من عدمها في الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 25 نونبر المقبل،وقرر مقاطعتها، وذلك خلال اجتماع المجلس الوطني للحزب، الذي عقد بمقر الحزب بالدارالبيضاء، الليلة الماضية . وتأخرت إلى الساعات الأولى من صباح اليوم، جل المداخلات وضعت تقيما لما سيربحه الحزب وما سيخسره من المشاركة أو المقاطعة، ورجت في الأخير كفة المقاطعة. وأكد محمد مجاهد، الأمين العام للحزب في تصريح ل"مغارب كم" أن مبررات المقاطعة تأتي من خلاصة أساسية للحزب، مفادها أن العملية الانتخابية لا تتوفر فيها شروط النزاهة. وأضاف موضحا "لقد حددنا في دورة المجلس الوطني السابق تصورنا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وكنا قد طرحنا على الأقل ثلاث نقط أساسية هي: إجراء الانتخابات تحت إشراف لجنة مستقلة، ووضع لوائح انتخابية جديدة على أساس البطاقة الوطنية، باعتبار أن هناك 7 إلى 8 مليون مغربي بالغ لسن التصويت ومحروم من التصويت بسبب بطاقة الناخب، بالإضافة إلى خلق مناخ إصلاحي يعيد الثقة للمواطن في العمليات السياسية كافة، ومحاربة الفساد، واستقلالية الإعلام وانفتاحه على كافة مكونات الحقل السياسي الوطني في المعارضة أو في الحكومة، ناهيك عن ضمان حق التظاهر للجميع والعناية أكثر بحقوق الإنسان، لكن وللأسف لم يستجب أحد لهذه المطالب، وبذلك قررنا المقاطعة". واتخذ قرار المقاطعة بأغلبية كبيرة في المجلس الوطني للحزب، لأن هناك توجه عريض داخله يدعو إلى المقاطعة، رغم وجود بعض الأصوات التي كانت تدعو إلى المشاركة، لكن قرار المقاطعة كان بأغلبية جد مريحة، على حد قول مجاهد.وفي معرض رده عن إمكانية أن يعرف الحزب بعض التصدعات وخاصة بالنسبة للبرلمان، قال مجاهد "حزبنا أبدع آليات لتدبير الاختلاف، من بينها السماح بتأسيس تيارات سياسية، ويتخذ قراراته عن طريق الأجهزة المخولة لها وبالشفافية اللازمة، فالحزب يتسع لجميع الأطراف، ثم إن برلمانيي الحزب هم مناضلون فيه قبل أن يصبحوا برلمانيين، ومقتنعون بتوجهاته ومبادئه". وبهذه المقاطعة ،يكون اليسار الاشتراكي الموحد قد التحق بحزب النهج الديمقراطي المقاطع التاريخي للانتخابات وجماعة العدل والإحسان شبه المحظورة، رغم أن مجاهد يرفض أن ينظر لحزبه بنفس المنظار، ويصنف في نفس الخندق، إذ يقول " نحن حزب متزن ومعروف بمواقفه وتاريخه، وأفقنا النضالي هو الملكية البرلمانية، نسعى لها عن طريق النضال السلمي الحضاري، وكنا نشارك في جميع العمليات الانتخابية". واضاف: "نقاطع اليوم لأن العملية الانتخابية وصلت لأفقها المسدود، ولأن السياق العام في الوطن العربي ومن بينه المغرب، لم يعد يسمح بالعودة إلى الوراء، مقاطعتنا اليوم صرخة حقيقية لدق ناقوس الخطر، لن نستمر في المشاركة في انتخابات مغشوشة لا يشارك فيها إلا أقل من 20 في المائة من المغاربة، نحن نقاطع اليوم بمنطق المشاركة،كما قال أحد الرفاق في اجتماع امس".