"الخبر" الجزائر: عاطف قدادرة تكشف وثيقة أمريكية مسرّبة شكل الحوار الذي جرى بين وزير الخارجية، مراد مدلسي، والسفير الأمريكي السابق، دفيد بيرس، لما وضعت واشنطنالجزائريين في قائمة المعنيين بإجراءات التفتيش الخاصة عبر المطارات الأمريكية. نقل مدلسي للسفير أن الجزائر ''شعرت بإذلال''، لاسيما أن ''الأمريكيين لم يبلغونا مسبقا، وقرأنا الأمر في الإعلام كجميع الناس''. وتعود إحدى البرقيات التي سرّبها موقع ''ويكيليكس'' مؤرخة في 12 جانفي 2010 (يوما واحدا بعد استدعاء مدلسي للسفير دفيد بيرس) إلى الحوار الذي جمع المسؤولين الإثنين في أحد مكاتب وزارة الخارجية، قبل أن تعود واشنطن وتسحب الجزائر من القائمة. وتشرح البرقية كيف أن مدلسي أبلغ السفير الأمريكي ب''استياء الجزائر وإحساسها بالإذلال، لما وجدت رعاياها على قائمة المعنيين بتفتيش خاص في المطارات الأمريكية''. وتشير الوثيقة إلى أن مدلسي أبلغ محدثه ب''التناقض'' في شكل علاقات الجزائر مع واشنطن، فيخبره أنه منذ أسابيع فقط عاد من أمريكا (زار الولاياتالمتحدةالأمريكية في ديسمبر 2009) وأنه ''أبلغ الرئيس بوتفليقة بالحوار المثمر مع مسؤولين أمريكيين حول التعاون في مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي''. وبعد كل هذا، يقول مدلسي لبيرس ''نجد أنفسنا معنيين بالقائمة السوداء ولا نبلغ بذلك مسبقا، بل ويصلنا الأمر عبر وسائل الإعلام كجميع الناس.. هذا كيل بمكيالين، فقد وجدنا أن 13 دولة من أصل 14 معنية بالقائمة هي دول مسلمة، وهذا يناقض خطاب أوباما في القاهرة''. واحتج مدلسي، وفقا للبرقية، على ''تشوّه'' صورة الجزائر في الخارج بسبب هذه القائمة، لاسيما أنها صادرة عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وينبه لأن تصحيح الأمر ''يحتاج لتصريح قوي من أعلى مستوى من واشنطن، لتصحيح الموقف وتصحيح صورة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب''. ويحتمل هذا الكلام أن الجزائر ساومت الأمريكيين بتقليص حجم التعاون الأمني، في حال الإصرار على إبقائها رعاياها في القائمة السوداء. وجاء رد بيرس لمدلسي أن واشنطن ''تريد فقط أن تجعل خطوط الطيران آمنة، لأن إرهابيا حاول، يوم رأس السنة، تنفيذ فعل إجرامي (من نيجيريا)، وأوباما تحرك فورا. وقد علمنا من سفير الجزائر، عبد الله باعلي، بوجهة نظركم، حيث قال لنا إنكم لا تدركون حجم ما عانته الجزائر من الإرهاب''.