الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار قال بيان لوزارة الخارجية البرازيلية إن رئيس الدبلوماسية أنطوننيو باتريوتا، سيقوم بزيارة إلى المغرب ابتداء من يوم الاثنين المقبل، قصد إجراء مباحثات سياسية وصفت بالمهمة مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري، ستتناول حسب البيان الوضع العربي الإقليمي في ضوء التحولات الجارية في المنطقة العربية، وأهمها التغيير الذي جرى في ليبيا حيث انهار نظام العقيد القذافي، والحراك العنيف الدائر بين النظام السوري ومعارضيه. وتجدر الإشارة في هذا السياق أن دولة البرازيل وهي عضو بمجلس الأمن، في دورته الحالية، لم تعترف بعد بالوضع السياسي الجديد في ليبيا. ولذلك ينظر إلى زيارة رئيس الدبلوماسية البرازيلية للرباط على أنها رغبة في الاستماع والتشاور مع الجانب المغربي حيث تسعى "برازيلية" إلى القيام بدور التفاوض والتقريب بين المعارضة والنظام في سوريا، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية متطابقة ، مضيفة جهودها إلى ما تقوم به من جهود مماثلة دولتا جنوب إفريقيا والهند. وفضلا عن الشق العربي في مباحثات وزيري خارجية المغرب والبرازيل، فإنهما سيبحثان سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين التي تعززت وعرفت أقوى لحظاتها منذ العام 2008 متمثلة في نمو حجم المبادلات التجارية بين البلدين التي ارتفعت ووصلت في العام الماضي إلى مبلغ 1370 مليون دولار، بينما حققت في الأشهر الأولى من العام الجاري قيمة 981.3مليون دولار. ووصف بيان الخارجية البرازيلية، المغرب بالمحاور المهم في إفريقيا والعالم العربي. إلى ذلك لا يستبعد أن تشمل المباحثات قضية نزاع الصحراء، على ضوء التطورات الحاصلة في منطقة المغرب العربي من جهة وجمود الموقف التفاوضي بين المغرب وجبهة البوليساريو التي ترفض التجاوب مع الموقف المغربي المتسم بالمرونة والتوجه نحو حل تفاوضي سلمي للنزاع، انطلاقا من قاعدة مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه المغرب قبل عدة سنوات وأكد عليه في مواقف لاحقة وردت على لسان العاهل المغربي الملك محمد السادس. ولا يستبعد في هذا السياق أن يلفت الوزير الطيب الفاسي الفهري، نظر ضيفه ونظيره البرازيلي إلى ما كشفت عنه الأحداث الأخيرة في ليبيا من تورط عناصر تابعة لجبهة البوليساريو في الصراع الدامي الذي دار على مدى ستة اشهر بين الثوار وكتائب القذافي، حيث تقول السلطات الثورية في طرابلس إنها ألقت القبض على عدد من الصحراويين بعثتهم جبهة البوليساريو كمرتزقة للدفاع عن نظام العقيد القذافي الذي يعتبره المغرب مصدر البلاء الذي أصابه على اعتبار أنه هو الذي شجع ومول قيام جبهة البوليساريو بداية السبعينيات من القرن الماضي، قبل الجزائر، منتقما من سياسة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني المتهم من قبل القذافي بموالاة الغرب. واستعمل الملك الحسن الثاني كل الدهاء الدبلوماسي الذي عرف به لإبعاد العقيد القذافي عن دعم البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب خلافا لما كان يروجه صاحب الكتاب الأخضر من دعوات وحدوية بين الدول العربية.