لمّح قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح إلى وجود نيات دولية للتدخل عسكرياً في الساحل الصحراوي. ووصف صالح تلبية قادة أركان جيوش ست دول من الساحل لدعوة الجزائر إلى وضع «خطة لمكافحة الإرهاب»، في اجتماع استضافته العاصمة الجزائرية أمس،. بأنه في حد ذاته «إخفاق جلي لنيّات التدخل» الخارجي. وطرح قايد صالح مبرر التصدي للتدخل الخارجي للمرة الأولى في خطاب لمسؤول جزائري يشرح خليفة الخطوات التي تقوم بها الجزائر لقيادة إستراتيجية إقليمية «لمكافحة الإرهاب» على امتداد الساحل الصحراوي. وخاطب قايد صالح رؤساء أركان الجيوش الستة في افتتاح اجتماعهم أمس: «انعقاد هذا الاجتماع في حد ذاته ومستوى التمثيل فيه بمثابة إخفاق جلي لنيات التدخل». ويعتقد أن توجسات قائد المؤسسة العسكرية الجزائرية من وجود نيّات من هذا القبيل، تحمل تلميحاً إلى فرنسا التي تعتبر أن دول الساحل من مناطق نفوذها التقليدي. وأكد قائد الأركان الجزائري أن الاجتماع يهدف في عمومه الى مكافحة الارهاب العابر للأوطان والجريمة المنظمة والآفات المتصلة بها، مضيفاً أنه يمثّل أيضاً فرصة للوفود المشاركة «لتبادل التحليلات حول التهديدات التي ستُبقي - في حال غياب العمل الجماعي المنسق لردعها والقضاء عليها - الأبواب مفتوحة للتدخل الأجنبي .... هذا هو ما يمثّل فعلاً التحدي الرئيسي الواجب علينا رفعه بمسؤولية مشتركة». وعاب قائد أركان الجيش الجزائري على القوات المسلحة لتجمع دول الساحل «غياب نظرة موحدة» بينها في مكافحة الإرهاب واستمرار كل بلد في مجابهة «هذا الداء بطرقه ووسائله الخاصة»، مؤكداً «أننا سنكون أكثر قوة إذا قمنا بذلك سوياً على أساس تعاون وثيق وفعال في خدمة قضية السلم والاستقرار بصفتها ضمانة للرفاهية والعيش الكريم لشعوبنا التي تربطها أواصر التاريخ والجغرافيا». وكانت الخطوات العسكرية التي اتخذت قبل عقد اجتماع أمس، تشير إلى توجه القادة السياسيين في المنطقة إلى توجيه جيوشها للعمل وفق خطة موحدة. وقال الفريق قايد صالح في هذا الإطار: «ينبغي علينا البحث عن الطرق والوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون بين بلداننا بغية الوقاية من الإرهاب بكل أشكاله وتفرعاته طبقاً للقرارات والأدوات القانونية للأمم المتحدة وللإتحاد الافريقي وغيرها من الآليات الثنائية والمتعددة الأطراف ذات الصلة».