حملت حركة شباب 20 فبراير ليلة أمس، ضمن شعارتها، شعار"محاربة الفساد زنقة زنقة دار دار"، وذلك في المسيرة التي نظمتها بالحي الشعبي العكاري بمدينة الرباط، مباشرة بعد صلاة التراويح. وفي غياب تام للأمن بمكان الانطلاقة حدثت اصطدامات ومناوشات بين شباب الحركة والمناوئين لها، ممن كانوا يحملون نعشا أسود اللون، مكتوب عليه "حركة 20 فبراير في ذمة الله"، في تلميح مقصود إلى موتها، وتقلص تألقها في الشارع المغربي. وقد وقع نوع من الانفلات خلال المواجهة بين الطرفين أدى إلى انسحاب المناوئين للحركة بعد تعرضهم للطرد من بعض أنصارها، الذين كانوا يفوقونهم عددا، وسط جو من الفوضى، استمر لدقائق قليلة، قبل أن تعود الحالة إلى طبيعتها. وانطلقت المسيرة من العكاري المعروف بكثافته الشعبية، ومحلاته التجارية، وأسواقه الرائجة، مرورا بحي القبيبات، وشارع المغرب العربي، وساحة باب الأحد، وشارع الحسن الثاني، وشارع محمد الخامس، وصولا إلى الساحة المقابلة لمبنى البرلمان. وكالعادة، لوحظ حضور لافت لبعض الوجوه المحسوبة على جماعة العدل والإحسان المحظورة، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحزب النهج الديمقراطي، اليساري الراديكالي. ولم تخرج الشعارات والهتافات واللافتات عن دائرة المطالب المألوفة لدى الحركة، وهي المطالبة بإسقاط الفساد، وتغيير الدستور، وإسقاط الحكومة، وحل البرلمان، وتحرير الإعلام، وإستقلال القضاء، والمساواة بين الرجال والنساء في كافة الحقوق، وسط عنوان كبير هو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية . وركزت المسيرة أيضا على بعض الانشغالات والهموم الحياتية اليومية لدى المواطنين، مثل غلاء أسعار المعيشة، وتدهور الخدمات في المرافق العمومية، كالصحة والتعليم، مع التنديد بما أسماه المتظاهرون ب "سياسة الحفلات" في إشارة ضمنية إلى المهرجانات، مطالبين بحذفها، والزيادة في عدد المستشفيات. وقال احد المتدخلين عبر مكبر الصوت، إن مسيرة الحركة مستمرة، لأنها لم تلمس أية استجابة من الجهات المعنية، ضاربا موعدا للجميع يوم السبت المقبل. وعلى ضوء الشموع التي رفعها المتظاهرون أمام البرلمان، اختتمت المسيرة، بدعوة من تنسيقية الحركة، غير أن الكثيرين ظلوا واقفين فرادى وجماعات، وكأنهم غير راضين على وقفها، علما أن الوقت كان قد تجاوز منتصف الليل. وكادت الأمور أن تتطور للأسوأ لولا تدخل رجال الأمن في اللحظة المناسبة، حين تجددت المواجهة بين بعض أنصار حركة 20 فبراير، والمناوئين لها،الذين كانوا يحملون صور العاهل المغربي، وذلك أمام مبنى البريد بالعاصمة السياسية، مرددين النشيد الوطني بشكل متكرر، فيما رفع بعض الشباب لافتة كبيرة، كتب عليها " جمعيات المجتمع المدني بحي يعقوب المنصور، تندد بخرافات المجموعات الظلامية"، في إشارة إلى جمعية العدل والإحسان. ولم يكن من السهل تحديد عدد المتظاهرين ضمن حركة شباب 20 فبراير، نظرا لاختلاطهم ببعض المارة العابرين، أو الساهرين في المقاهي، والصبية الذين انخرطوا فيها، خلال مرورها بالأحياء والشوارع، على سبيل المغامرة وتزجية الوقت في ليل رمضان..