بدأ الليبيون على جانبي جبهة القتال صوم شهر رمضان اليوم الاثنين في ظل غياب أي مؤشر على انتهاء الأزمة المستمرة منذ خمسة أشهر والتي قسمت البلاد. وهزت عدة انفجارات العاصمة طرابلس الليلة الماضية في الوقت الذي تعهدت فيه قوات حلف شمال الأطلسي بالمضي قدما في حملة القصف التي تستهدف حماية المدنيين لكنها أيضا تدعم المعارضين المسلحين الذين يحاولون الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. ويسعي القذافي، الذي يقف متماسكا رغم تزايد العزلة الدولية والعقوبات الاقتصادية، للعب على الانقسامات المحتملة بدعوته القبائل والجنود في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة الى الانتفاض وتحرير مدنهم. لكن في معقل المعارضة بالشرق في بنغازي تعهد قطاع الأعمال بالاستمرار في إرسال الأغذية والإمدادات الى جبهة القتال لإمداد انتفاضة تسيطر الآن على نحو نصف البلاد لكنها كافحت لتحقيق تقدم ملموس خلال أسابيع. وقالت فايزة وهي في منتصف العمر وترتدي الحجاب بعد التسوق مع زوجها في بنغازي "الأسعار ارتفعت وهناك خفض قليل في الإنفاق بسبب تأخر الرواتب لكن رغم ذلك نحن سعداء. رمضان هذا العام يبدو مختلفا .. هناك حرية هذه المرة. نفتقد الأشخاص الذين ماتوا لكننا نأمل في الحرية". وبعد أسبوع شديد الحرارة في معقلهم الشرقي حيث اضطروا الى التصدي لجيب للموالين للقذافي كما شهدوا اغتيال قائدهم العسكري على يد مسلحين موالين فيما يبدو يسعى المعارضون المسلحون المدعومين من الغرب الى تجاوز الانقسامات والأخذ بزمام المبادرة. وتقدم المعارضون المسلحون في بلدة تيجي آخر معقل للحكومة في الجبل الغربي وبلدة زليتن الواقعة على بعد 160 كيلومترا شرقي طرابلس والبريقة وهي بلدة نفطية رئيسية تحميها نحو 3000 من القوات شديدة التسليح التابعة للقذافي. ورغم السيطرة على أراض واسعة ونيل اعتراف دولي واسع والإفراج المحتمل عن مليارات الدولارات المجمدة فان الانقسامات داخل المعسكر المناهض للقذافي تثير مخاوف بشان عدم الاستقرار واستمرار المشاكل حتى اذا أنهى المعارضون المسلحون حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما. ووسط موسيقى دينية بمناسبة بداية شهر رمضان أذاع التلفزيون الحكومي الليبي بيانا لوزير الدفاع ابو بكر يونس جابر، حث فيه أفراد من الجيش انضموا الى المعارضة المسلحة في الشرق الى العودة للانضمام لقوات القذافي وتحرير بنغازي. وحث القذافي أيضا يوم الأحد أعضاء من قبيلة ورفلة، إحدى اكبر قبائل ليبيا، على تنظيم مسيرة سلمية نحو معقل المعارضة في مصراتة وتحرير المدينة. واستمرت أزمة ليبيا، التي كان البعض يأمل ان تنتهي في غضون أسابيع فور بدء حلف شمال الأطلسي في قصف أهداف تابعة للقذافي في مارس، حتى شهر رمضان مستنزفة طاقة المقاتلين على الأرض وربما حماس حلفائهم الأجانب.