انطلقت مساء يوم الثلاثاء 28 يونيو سهرات مهرجان الأغنية المغربية، الذي تنظمه النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة وجمعية إبداع بلادي بالتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. واعتادت النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة تنظيم المهرجان الفني المذكور، في مثل هذا الوقت من كل عام، بمدينة مراكش، منذ انطلاقه قبل أربعة عشرة سنة. وقال مصدر مسؤول من النقابة لموقع "مغارب كم"، إن التفكير يتجه حاليا نحو إقامته عبر مختلف المدن المغربية، مشيرا إلى أن الدورة المقبلة سوف تحتضنها فاس، العاصمة العلمية للمغرب. ويشتمل المهرجان على العديد من الفقرات الأدبية والفنية المتنوعة على مدى ثلاثة أيام. وقد انطلق اليوم الأول بتنظيم أمسية أدبية وفنية في بهو مسرح محمد الخامس، تخللها حفل توقيع كتاب "الليالي" للفنان عبد اللطيف البياتي، وهو أديب عصامي كون نفسه بنفسه، رغم فقدانه لنعمة البصر، إضافة إلى توقيع ديوان شعر يحمل عنوان "قصائد من أروقة الذاكرة" للطيفة العاصمي، وهي أخت الشاعرة والنائبة البرلمانية المغربية المعروفة مليكة العاصمي، فضلا عن استراحة موسيقية للمطرب محمود الإدريسي،عضو المكتب التنفيذي للنقابة الذي أتحف الحاضرين بأدائه لبعض أشهر أغانيه، وضمنها قطعة "ساعة سعيدة". وتولى الناقد الأدبي عبد الغني أبو العزم، تقديم الشاعرة لطيفة العاصمي، مشيرا إلى أنها ليست غريبة عن مجال الإبداع، فهي سليلة عائلة يشتهر أفرادها بالعلم والكتابة، إضافة إلى الأدوار التي لعبوها في المجال السياسي والوطني والتربوي والاجتماعي بمراكش. واستنتج الناقد عبد الغني أبو العزم، أن ديوان "قصائد من الذاكرة" يشكل خلاصة تجربة ذاتية وحية عاشتها الشاعرة لطيفة العاصمي، واحتفظت بكل لحظاتها حية ومشتعلة بالشوق والحنين في ذاكرة تأبى الاندثار. وتحدث الشاعر المغربي عبد اللطيف البياتي عن كتابه "الليالي"، فقال إنه يحكي فيه كل ماعاشه من معاناة وألم نتيجة فقدانه البصر منذ حوالي خمسين سنة، موضحا أنه أطلق عليه عنوان " الليالي"، تشبها بكتاب طه حسين المعنون ب"الأيام". وأضاف البياتي أن الليل هو ملهم الشعراء، وملتقى النجوم والأقمار والشموع، موضحا أنه مخطئ كل من يعتقد أن المكفوفين لا يرون سوى الظلام، فهذه النظرية خاطئة تماما. ولدى تطرقه إلى كتاب "الليالي" قال الدكتور مصطفى بغداد إن صفحاته منسوجة بأسلوب بسيط، ولغة جميلة، ولكنها قوية، لا تعقيد فيها ولا ركاكة، ويحكي فيها الكثير من الذكريات،عن الناس الذين قابلهم، والفنانين الذين ارتبط معهم بصداقة مازالت ممتدة حتى الآن. وفي نهاية الحفل، تلت سعاد المنظري، حرم الشاعر البياتي قصيدة من إبداعه، قالت إنه هو الذي اختارها، لأنها تستحضر لمحات من حرمانه في صباه، وما واجهه من معاناة ومكابدة، لم يستسلم لها بل تصدى لها بقوة وإيمان بالقدر، وبالثقة بالنفس. وسوف يكون برنامج اليوم الثاني من المهرجان، في قاعة عمالة سلا، المدينة المجاورة للرباط، مخصصا لمسابقة في الأغنية المغربية لاكتشاف المواهب الصوتية الجديدة، يختتم بالتوقيع على الألبوم الجديد للفنان الشاب إبراهيم بركات، الذي يعتبر من اكتشافات المهرجان في إحدى دوراته السابقة، بأغنية "السفينة" من شعر الشاعر المغربي الراحل محمد حليم الأزمي، وألحان الفنان محمد السكوري. وسيتم خلال اليوم الأخير من المهرجان تنظيم سهرة فنية ختامية بمسرح محمد الخامس، تؤدى فيها أغاني جديدة بمشاركة الفنانين محمود الإدريسي وأمال عبد القادر وزينب ياسر ومحمد العنبري ومريم بلمير وإبراهيم بركات ورباب، وذلك بقيادة الجوق الموسيقي الملكي، برئاسة الأستاذ أحمد عواطف الذي يكرمه المهرجان ويمنحه العود الذهبي. وسيتم خلال هذا الحفل أيضا الإعلان عن نتائج مسابقة الأغنية المغربية، واختتام المهرجان بأغنية المسيرة "صوت الحسن" من كلمات فتح الله المغاري وألحان عبد الله عصامي، وغناء المجموعة الصوتية، وكانت هذه الأغنية قد ذاعت منتصف السبعينيات من القرن الماضي، بمناسبة المسيرة الخضراء لاسترجاع الصحراء. وفسر عضو من النقابة بأن هذا الاختيار ينسجم والأجواء الحماسية التي يعيشها المغرب حاليا بمناسبة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.