نواكشوط "مغارب كم": سيدي محمد أصيب مواطن موريتاني بجروح، وصفت بالمتوسطة، أثناء تعرض سيارته لإطلاق نار من قبل وحدات تابعة لجيش بلاده، قرب قرية "لبيدين"، غربي مالي المجاورة. وأوضحت مصادر عسكرية ل "مغارب كم" أن إطلاق النار تم عن طريق الخطأ، عندما اشتبه أحد الجنود في انتماء صاحب السيارة لمسلحي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مضيفا أن قائد الوحدة العسكرية التي أطلقت النار "لم يعط الأوامر"، وأنه قدم اعتذاره للرجل الذي كان بصدد تفقد مواشيه التي ترعى داخل الأراضي المالية، وتولى الجيش عملية نقله إلى مستشفى مالي. ويأتي الحادث بعد يومين من الإعلان عن بدء الجيشين الموريتاني والمالي التحرك لشن عمليات عسكرية ضد ما يعتقد أنه قاعدة لمسلحي تنظيم القاعدة في غابة "واغادو"، قرب حدود البلدين. وتتمركز قوات تابعة لجيشي البلدين، منذ نحو ثلاثة أسابع، في مناطق حدودية تقع غربي مالي، لمواجهة القاعدة والجماعات العاملة في مجال التهريب، وسط حديث واسع عن قرب اندلاع مواجهة عسكرية بين الجيشين وعناصر التنظيم السلفي. وفي موضوع متصل، اتهم مسؤولون عسكريون موريتانيون وماليون الخميس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزرع ألغام في منطقة حدودية بين البلدين اللذين يشن جنودهما منذ الثلاثاء عملية عسكرية مشتركة ضد هذا التنظيم، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مصدر عسكري مالي للوكالة في باماكو إن أحد هذه الألغام انفجر الأربعاء في منطقة غابة "واغادو"، غرب مالي قرب الحدود مع موريتانيا، "ما أسفر عن مقتل جمل". وأضاف "لم يسبق أن كان هناك أي لغم في هذه المنطقة. نحن نتهم الإرهابيين (عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) بزرع هذه الألغام بقصد إلحاق أكبر قدر من الأضرار"، وهي معلومات أكدها للوكالة مصدر عسكري موريتاني يشارك في العملية المشتركة بين البلدين. ومنذ الثلاثاء تشن موريتانيا ومالي عمليات عسكرية مشتركة على طول حدودهما، من المقرر أن تستمر "بضعة أسابيع"، وذلك بهدف مكافحة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجريمة المنظمة. ويحاول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أن يقيم قاعدة جديدة له في غابة واغادو، وهو تنظيم مسلح ينشط في مالي وموريتانيا إضافة إلى النيجر والجزائر، حيث نشأت هذه المنظمة. ويشن التنظيم اعتداءات في منطقة الساحل إضافة إلى عمليات خطف وتهريب مختلفة.