اعتقل الأمن الإسباني، في بلدة "سان بارتولومي" جنوب الأرخبيل الكناري، شابا مغربيا، في حوالي السادسة والعشرين من العمر، كان يمارس مهنة إمام مسجد. وطبقا لإفادات فرقة الأمن الإسباني المتخصصة في مكافحة الإرهاب، فإن المعتقل ينحدر من مدينة طنجة (شمال المغرب) جرى رصد تحركاته وتنقلاته منذ حوالي سنة، بعدما تأكدت مصالح الأمن أن "الإمام" الشاب الذي يعيش منذ سنوات بالبلدة، يقوم بنشر الفكر الجهادي المتشدد، ويجند الأطفال الصغار ويحثهم على اعتناق مبادئه، وذلك عن طريق عدة وسائل بينها أشرطة مسجلة بالصوت والصورة. ويعتقد الأمن الإسباني أن "الداعية" كان يستغل المسجد لتجنيد معتنقي الفكر الجهادي من بين الفتيان الصغار، قصد ترحيلهم في النهاية للقتال في صفوف التنظيمات المتشددة في أماكن أخرى لم يحددوها. وفي هذا الصدد، أمرت السلطات القضائية التي تشرف على التحريات الأمنية، بتفتيش منزل المتهم في إطار ما أطلقت عليه "عملية الكيخوتي" حيث تم العثور على تسجيلات تحث على الجهاد، يجري مشاهدتها فيما بعد بأماكن سرية وتداولها بنفس الكيفية بين أتباع "الإمام" كما يتم بشكل مواز نشرها عبر شبكة "ألانترنيت". ولاحظ المحققون الإسبان، أن مواقف المتهم، ويدعى "عماد الموحد" اتسمت بالتشدد والتطرف في المدة الأخيرة وخاصة بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في باكستان على يد فريق كوماندو، باغت الإرهابي الأول في العالم في مخبأه السري. وربما يكون العنصر اللافت والمهم في هذا الملف، أن الشاب المعتقل، على خلفية الشك في انتمائه إلى تنظيم السلفية الجهادية المعتبر بمثابة فرع لتنظيم القاعدة في المغرب، إذ توصل المحققون إلى عناصر وأدلة تشير إلى صلة "الإمام" ببعض عناصر نفس التنظيم المعتقلين حاليا في السجون المغربية حيث يقضون مددا بالسجن على خلفية تورطهم في أفعال إرهابية. إلى ذلك، لا يستبعد المحققون ترحيل المتهم إلى العاصمة الإسبانية مدريد ووضعه رهن إشارة قضاة المحكمة الوطنية للبت في ملفه تبعا لنتائج التحقيق. وفي حالة ثبوت التهم فإن المغرب قد يطلب تسليمه خاصة إذا ما ثبتت صلة "الإمام" بالأفعال الإرهابية التي كان المغرب مسرحا لها في المدة الماضية وآخرها الهجوم الذي تعرض له مقهى "أركانة " بمراكش.