لندن: «الشرق الأوسط» عين الرئيس التونسي، زين العابدين بن على، وزير خارجيته السابق عبد الوهاب عبد الله، 70 عاما، الذي عزله من هذا المنصب في 14 يناير (كانون الثاني) الجاري، وزيرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون السياسية، حسب ما أعلنته وكالة الأنباء التونسية. وعين بن علي وزير الدفاع السابق كمال مرجان، 62 عاما، الذي يقول مهتمون بالشأن التونسي إن لديه علاقات جيدة بالإدارة الأميركية، وزيرا للخارجية خلفا لعبد الله، الذي شغل هذا المنصب منذ عام 2005. واعتبر مراقبون أن عزل عبد الله جاء إثر التأزم غير المسبوق عام 2009 في العلاقات الدبلوماسية بين تونس وفرنسا (شريكتها الاقتصادية الأولى) بسبب ملفي حرية التعبير والصحافة، وحقوق الإنسان، وانتقاد الإدارة الأميركية لسير الانتخابات الرئاسية التونسية التي جرت في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفاز فيها بن علي، 73 عاما، بغالبية الأصوات. وشغل عبد الله، الذي يوصف بأنه «من أقرب المقربين» من بن علي، منصب الناطق الرسمي باسم الرئيس التونسي من 1990 إلى 2003، ثم تولى منذ 2005 حقيبة الخارجية، وسبق له أن عمل سفيرا لدى بريطانيا. وتم اعتبار عبد الله طوال هذه المدة «مهندس» المشهد الإعلامي في تونس، التي تواجه سلطاتها منذ أكثر من عقدين انتقادات كبيرة في مجال حرية الصحافة والتعبير. واستقبل معارضون تعيين عبد الوهاب عبد الله «وزيرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية مكلفا الشؤون السياسية» بشكل سلبي. واعتبر رشيد خشانة، رئيس تحرير جريدة «الموقف»، الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي (معارضة مشروعة) في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن تعيين عبد الله في المنصب الجديد «يعكس رغبة الحكومة في المواصلة على نفس نهج الانغلاق في المجالين السياسي والإعلامي»، مؤكدا «الدور السلبي الذي لعبه عبد الوهاب عبد الله في هذين المجالين طوال السنوات المنقضية».