كشفت مصادر أن بعض الجمعيات ومنظمات جزائرية حرة مناوئة للعهدة الرابعة، فتحت قنوات اتصال مع الخارجية الأمريكية قصد نقل موقفها الخاص بالأوضاع الداخلية والحراك المناهض للعهدة الرابعة، منذ أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ترشحه لانتخابات أفريل القادم. وكشف الحقوقي هشام بوقفة، الناطق باسم ما يسمى الحركة الشعبية الحرة لشباب الجزائر، أن منظمته وجهت رسالة إلى وزير الخارجية جون كيري عبر بريده الإلكتروني بهذا الصدد. وذكرت الرسالة التي تحوز "الشروق" نسخة منها، جون كيري بضرورة الاستماع إلى كافة وجهات النظر، والحساسيات التي أفرزها ترشح الرئيس بوتفليقة حتى لا يقع ضحية تقييم خاطئ للوضع مثلما وقع للوزير الأول الفرنسي جون مارك أيرو. وانتقدت الرسالة نهج بوتفليقة من خلال مسح لفترة حكم اليامين زروال واصفة إياه بالرجل المؤمن بالتداول السلمي على السلطة من خلال دستوره الذي حدد الرئاسة بعهدتين وكذا بطريقة تسليمه لها في ظل ظروف اقتصادية صعبة لم يكن سعر البترول فيها يتجاوز 7 دولارات، معتبرة من جانب آخر أن خليفة زروال كسر منطق التداول الرئاسي السلس، من خلال إلغاء المادة 74، ثم بتبنيه خيارات اقتصادية خاطئة في ظل بحبوحة مالية ارتفع فيها سعر البترول إلى 180 دولار، خلفت أوضاعا غير مواتية للتنمية المباشرة وبوّأت البلاد مراتب متقدمة في الفساد مثلما تكشفه تقارير دولية ذات مصداقية بأوروبا وأمريكا. وأوضحت الرسالة أن استقرار الجزائر مرهون بتغيير سلمي سلس من خلال انتخابات حرة ونزيهة غير متلاعب بها في 17 أفريل المقبل وليس بالتدخل الخارجي من خلال تزكية مسار أصحاب دعاة الاستقرار والاستمرار الذين يشكلون حسب- نص الرسالة- الخطر على استقرار المجتمع واستمرار دولة تربطها علاقات وطيدة بالولايات المتحدة منذ الاعتراف بالاستقلال عن بريطانيا، مبنية على الشفافية والسيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.