افادت مصادر امنية مغربية ان حملة تطهير للمدن من مجرمين اسفرت عن اعتقال عشرات الالاف خلال الاشهر الثلاثة الاولى من السنة الحالية في وقت انتشرت فيه ظاهرة ‘التشرميل' وهي مجموعات من الشباب المراهقين يعتدون على المواطنين ويقومون بالسرقات بواسطة السيوف ويقومون بنشر صور عملياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني أن التحقيقات التي باشرتها في مجموع الاراضي المغربية، أسفرت خلال الفترة بين فاتح كانون الثاني/ يناير الماضي إلى غاية اواخر اذار/ مارس الماضي، عن إيقاف 103 آلاف و714 مشتبها به، وضعوا تحت الحراسة النظرية، من بينهم 75750 مشتبها به ضبطوا في حالة تلبس باقتراف جنايات وجنح مختلفة. وأفاد بلاغ للمديرية العامة أن من بين الموقوفين 27964 شخصا كانوا موضوع مذكرات بحث للاشتباه في تورطهم في قضايا إجرامية مختلفة. واوضح البلاغ أن تكثيف التدخلات الأمنية في مجموع الاراضي المغربية مكن من تسجيل ارتفاع 14 بالمائة مقارنة مع الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2013، والتي بلغ فيها إجمالي عدد الأشخاص الموقوفين في حالة تلبس 68 ألفا و644 بينما بلغ عدد الأشخاص المبحوث عنهم 22 ألفا و30 شخصا. وكشف مصدر أمني مسؤول أن التحقيقات التي تباشرها شرطة الدارالبيضاء على خلفية نشر صور لمراهقين يحملون أسلحة بيضاء ويشهرون أشياء يقدمونها على أنها من عائدات عمليات السرقة، أسفرت عن تشخيص هوية أحد شباب ما بات يعرف ب' التشرميل'، وهو من مواليد الدارالبيضاء ومن ذوي السوابق القضائية، وسبق أن أدين بعدة عقوبات سالبة للحرية. وأوضح المصدر الأمني أن تحديد هوية المشتبه به جرى تشخيصها بالتعاون مع عناصر مختبر تحليل الآثار التكنولوجية، وبتنسيق مع الجهة المشرفة على فضاءات التواصل الاجتماعي، بعدما تردد في جميع الصور المنشورة وجود شخص واحد يحمل ساعة يدوية مميزة، وعلامات تشخيصية دالة، الأمر الذي ساعد في كشف هويته. ونقل موقع هسبرس عن المصدر بأن ‘الشرطة القضائية نشرت مذكرة بحث وطنية في حق المشتبه به من أجل توقيفه وتقديمه للعدالة، خاصة أن الصور المنشورة تشكل في حد ذاتها جرائم يعاقب عليها القانون، فضلا عن تعمد صاحبها المساس بالإحساس بالأمن من خلال التبليغ عن جرائم وهمية'. وأشار المصدر إلى أن ‘التحقيقات مازالت متواصلة في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف تحديد جميع ملابسات وخلفيات هذه الحركة الافتراضية التي تشهر السلاح الأبيض في وجه كاميرات الهواتف المحمولة لتصويرها في شكل بطولي'. وغزت ظاهرة ‘التشرميل' عددا من أحياء المدن الكبرى، غير أنها انتشرت كثيرا في مدينة الدارالبيضاء، إلى حد وضع بعض الشباب صفحات على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك تختص بعرض مسروقاتهم وغنائمهم من عمليات النشل والاعتداء، وهي عبارة عن أموال، وهواتف، وملابس، وأحذية، وساعات غالية الثمن، ومخدرات ومشروبات كحولية وبث صور لأسلحتهم وأحذيتهم وهواتفهم الغالية أيضا.