لم يظهر أثر تقريبا للحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل بالعاصمة، فإضافة لاختيار المرشحين الستة الانطلاق من خارج العاصمة، كان وقع الحملة باهتا، وسارع الأطفال إلى تمزيق الصور الأولى للمرشحين، في حين بدأت أولى الخروقات من أول يوم للحملة، باستعمال منشطي حملة الرئيس لوسائل الدولة. رصدت "الشروق" صباح أمس في جولة ميدانية، أول يوم من عمر الحملة الانتخابية بالعاصمة، حيث خلت معظم المساحات المخصصة للإلصاق من صور المرشحين، عدا بعض الأماكن التي تعد على الأصابع، حيث وفي جولة من القبة إلى حسين داي والعناصر وبلوزداد وساحة أول ماي فالبريد المركزي، كانت المساحات الإعلانية جميعها فارغة عدا صورة أو صورتين للمرشح بلعيد عبد العزيز والرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، بينما غابت باقي صور المرشحين. وبدا عزوف المواطنين عن الحملة الانتخابية واضحا، حيث ساد عدم الاكثرات واللامبالاة وسط المواطنين، ولم ترصد أعين "الشروق" أي اهتمام من المواطنين أو توقفهم أمام صور المرشحين، في حين سارعت مجموعات من الأطفال إلى تمزيق الصور الأولى للمرشحين بمجرد إلصاقها وكانت لها بالمرصاد، وهو ما وقفت عليه "الشروق" بالفضاء الواقع أمام حديقة صوفيا بالبريد المركزي. كما عمد العديد من عمال البلديات إلى اتخاذ فضاءات الحملة الانتخابية كمحطة للراحة، حيث تحولت الفضاءات إلى مكان للحيطيست قصد أخذ قسط من الراحة بعد ساعات من عمل، خاصة مع حلول منتصف النهار. وحاولت المركزية النقابية بمقرها بدار الشعب بساحة أول ماي، تسخين البندير كما يقال بالعامية، حيث جندت عددا من المنخرطين فيها في محاولة لخلق جو وديكور انتخابي، حيث تم تحويل أسوار المبنى والسور الخارجي كذلك إلى موزاييك من صور الرئيس المترشح بوتفليقة، حيث تم إلصاق صور الرئيس في كل مساحة متاحة. واستفسرت "الشروق" مجموعة من الشباب في ساحة البريد المركزي حول مدى اهتمامهم بالحملة الانتخابية والرئاسيات بصفة عامة، فأكدوا على أنهم ليسوا مسجلين أصلا في القائمة الانتخابية، وأضافوا "حتى لو انتخبنا، لن يكون لذلك تأثير على النتيجة"، وتابعوا "أنت ونحن والجميع يعرف النتيجة مسبقا، وما هذا الديكور والحملة الانتخابية سوى إهدار للمال العام". وطبعت الحملة الانتخابية في أول يوم لها بالعاصمة، خروقات لمدير حملة الرئيس المترشح عبد المالك سلال، حيث كان أول من خرق تعليمة بوتفليقة نفسه بعدم استغلال وسائل الدولة، حيث كانت المنصة الشرفية السابقة بمطار هواري بومدين من نصيب سلال قصد التوجه إلى أدرار، بينما ركب بن فليس من المحطة الداخلية كباقي المسافرين للذهاب إلى معسكر، وهو ما يعكس استغلال وسائل الدولة وعدم حياد إدارة المطار التي من المفروض أن تتعامل مع الجميع على قدم المساواة وتنصاع لتعليمة الرئيس التي أصدرها منذ أيام قليلة فقط.