لم ينم الفايسبوك منذ ترشح بوتفليقة للرئاسيات، وانتعشت صفحاته في بورصة الصور والتعليقات، التي جعلت من المؤيد والمعارض ينزلون إلى معركة "الفوتوشوب" والفيديوهات المفبركة. ومالت الكفة لصالح رافعي شعار "لا لعهدة رابعة" بشكل ملحوظ. صور الرئيس، المترشح على لسان سلال والرئاسة وقتها، أثارت موجة من التعليقات الساخرة وحققت عبارة "مترشح بالوكالة" أكبر مؤشر في بورصة الجمل التي نشرت على صفحات الناشطين. خصوصا وأن الكثير لم يفهم سبب النيابة في قيام الوزير الأول، عبد المالك سلال، بمثل هذا الأمر، كما أن غياب الرئيس المترشح وحالته الصحية الحرجة ضاعفا من حجم الصدمة الفايسبوكية. والغريب في الأمر، أن آلة "الفوتوشوب" لم تتوقف عن إنتاج صور مركبة وعليها تعليقات أو كلمات معبّرة عن حالة الصدمة التي تلقاها الناشطون، خصوصا وأنهم كانوا يتوقّعون انسحاب الرئيس بوتفليقة من الباب الواسع، وأن "يشكروا سعيه".. «حمزة"، واحد من الناشطين الذين لم تنم صفحته وكتب "رئيس مترشح بالوكالة، وخرق للقوانين، وأكثر من هذا رئاسة تعلن ترشح مرشح حر.. إنها المسخرة". أما صفحة "شيتة للرئيس" فكتبت على صورة "لا للعهدة الرابعة" بأن "الشياتين هم من يستفيدون من هذا القرار.. فارحموا رئيسكم إنه مريض". حرب الرئاسة الافتراضية! وغيّر عدد من الفايسبوكيين صورة "البروفيل" بصورة "حِداد" و«صدمة" بسبب القرار المفاجئ والطريقة التي أعلن بها ترشح بوتفليقة، فهل يعقل أن تزج الجزائر في مسرحية سياسية بائسة ومخزية، يكب هؤلاء. وارتفع سقف التعليقات الساخرة على الصور، التي جعلت من الرئيس مثلا يوقع على قانون المالية بعبارة "هنا يموت قاسي" بحسب الفايسبوكيين، وإمبراطورا يرتدي رداء ملكيا، وصورا أخرى جعلته على عربة يجرها عبد المالك سلال وهو يتحدث بلغة "الفقاقير" مع الرئيس، ويقوده إلى كرسي الرابعة مرة أخرى. ومع ارتفاع سقف الحرية بالنسبة لمعارضي عهدة رابعة لبوتفليقة، قابل المؤديون للرئيس الأوحد الوحيد المناسب للجزائر، هذه الحملة بالحديث عن إنجازات الرئيس وثقة الشعب فيه. لكن الكفة مالت إلى الرافضين للمترشح بوتفليقة، على الأقل على الفايسبوك، وهو ما يفتح المجال قبل إعطاء الضوء الأخضر لانطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل القادم، على "صراع فايسبوكي شرس" بين المترشحين الذين صاروا يعدون بالعشرات. فهل سيكون الفايسبوك الحلقة الأهم في الحملة، لرفع أسهم كل مترشح على حساب آخر؟