نجحت الأطراف المتخاصمة في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي المعارض في آخر لحظة في تجنيب الحزب رجة قوية، بعدما استجاب تيار أحمد الزايدي رئيس الفريق النيابي لدعوة إدريس لشكر الأمين للحزب بعقد اجتماع للفريق النيابي أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط. وذكرت مصادر حضرت الاجتماع أن الطرفين قدما تنازلات متبادلة لنزع فتيل الأزمة، وضمان نجاح الاجتماع الذي حضره 35 نائبا من أصل 43 يتألف منهم الفريق الاتحادي في الغرفة البرلمانية الأولى. وأكدت المصادر ذاتها أن الطرفين اتفقا على عدم إثارة نقطة إعفاء الأمين العام للاتحاد الاشتراكي للنائب الزايدي من رئاسة الفريق النيابي، وهو ما عد تراجعا ضمنيا عن الرسالة التي وجهها لشكر لمكتب مجلس النواب بشأن إعفاء الزايدي. وتحول الاجتماع، الذي دام زهاء ثلاث ساعات، إلى ساحة لتوجيه رسائل تطمينات بين الخصمين. وأبدى لشكر ليونة كبيرة في التعامل إزاء خصومه، مؤكدا أنه لن ينتقم منهم ولن يمس مواقعهم الانتخابية حيث وعد لشكر باحتفاظ النواب الموالين للزايدي بتزكياتهم خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وطالب لشكر بتجاوز الأخطاء الجماعية التي ارتكبت من لدن الأطراف داخل الحزب، داعيا إلى تعزيز التنسيق بين الفريق النيابي والمكتب السياسي حيث تقرر عقد اجتماع شهري بين القيادة السياسية والذراع البرلمانية. في غضون ذلك، تحدثت مصادر مطلعة عن التوصل لاتفاق ضمني بين لشكر والزايدي لاحتواء الأزمة، وذكرت مصادر أن لشكر يبحث عن مخارج تنظيمية داخل مؤسسات الحزب خصوصا في المكتب السياسي واللجنة الإدارية لتمثيل المناهضين للأمين العام. وتحدثت المصادر ذاتها أن جلسة مصالحة كبرى يجري الإعداد لها داخل الاتحاد الاشتراكي، موضحة أن يوما دراسيا داخليا سيجري عقده في الثاني من أبريل (نيسان) المقبل لوضع نقطة نهاية لخلاف داخل الاتحاد عمر أكثر من سنتين.