قالت مصادر إخبارية أميركية، أمس (الاثنين)، إن مارك زوكربيرغ، مؤسس ومالك شركة «فيسبوك» للاتصالات الاجتماعية، يتفاوض لشراء شركة «تيتان» الفضائية التي تنتج طائرات «درون» (من دون طيار) لاستعمالها في اتصالات «فيسبوك» في أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وآسيا. في السنة الماضية، أعلنت شركة «تيتان» أنها ستبدأ إنتاج طائرات «درون» تعمل بالطاقة الشمسية، وتقدر، بالتالي، على أن تحلق في القضاء لفترات طويلة جدا. وأن أكثر المناطق التي يمكن استعمالها فيها هي المناطق الحارة، بسبب توفر الطاقة الشمسية. وكان زوكربيرغ قال، في مؤتمر تكنولوجي في السنة الماضية، أنه ضاق ذرعا باستعمال شركات الاتصالات التلفونية لنقل إشارات «فيسبوك». وسأل: «كيف يمكننا ونحن شركة عالمية عملاقة الاعتماد على شركات أخرى يمكن أن تزيد أسعارها، أو يمكن أن تقاطعنا؟». وفي الوقت نفسه، انتقد وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه)، بعد كشف عمليات تجسس واسعة شملت اتصالات شركات مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«غوغل» و«مايكروسوفت». وحسب معلومات نشرتها شركة «فيسبوك»، لا يقدر ثلثا سكان العالم على الوصول إلى الإنترنت. قالت ذلك في نطاق اتصالات يجريها زوكربيرغ مع رؤساء شركات مثل «سامسونغ» و«نوكيا» و«كوالكوم» لتحسين الاتصالات الإلكترونية حول العالم. وأيضا، لتحاشي عمليات التجسس التي تقوم بها الحكومة الأميركية، أو أي حكومة أخرى. وأمس (الاثنين)، قالت صحيفة «تيك كرنش»، المتخصصة في أخبار التكنولوجيا والعلوم، إن خطة زوكربيرغ «ستكون وسيلة جديدة، وأيضا وسيلة سريعة». وأضافت: «من دون حفر في الأرض، ومن دون مد أسلاك تحت الأرض، تستطيع طائرات (درون) الشمسية نقل الإنترنت إلى أي منزل، وأي مزرعة، وأي مرعى». وحسب موقع شركة «تيتان»، تستطيع هذه الطائرة الجديدة على أن تقلع وتهبط تلقائيا. وعلى أن تتصل مع أي محطة أرضية من مدار جوي على ارتفاع 65 ألف قدم (أعلى بكثير من مدارات الطائرات العادية). وتستطيع البقاء في الغلاف الجوي لمدة تصل إلى خمس سنوات من دون أن تتزود بالوقود. وتوفر اتصالات لمسافة 100 ميل (120 كيلومترا تقريبا). وقالت شركة «تيتان» إنها لا تبيع هذه الطائرات في الوقت الحاضر، وإن الطائرات في «مرحلة التطوير»، وإن «العمليات التجارية» ستبدأ في العام المقبل. غير أن الشركة ركزت على «عقودات البنتاغون»، إشارة إلى إمداد العسكريين الأميركيين بطائرات «درون» التي تستعمل الآن في الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان واليمن والصومال وغيرها. وقالت صحيفة «تيك كرنش» إن التكنولوجيا الشمسية ستساعد على ربط مئات الملايين من الناس بالإنترنت، وإن من بين فوائدها، بالنسبة إلى شركة «فيسبوك» وغيرها من الشركات التي تعمل في هذا المجال، ليس فقط تطوير وتوسيع عملياتها، ولكن، أيضا، الوصول إلى أسواق جديدة، مثل أحراش أفريقيا، وصحارى الشرق الأوسط، ومرتفعات أميركا الجنوبية. وأضافت الصحيفة أن مشروع «فيسبوك» هذا سينافس مشروع «لون» الذي بدأته شركة «غوغل»، والهدف منه، أيضا، الوصول إلى الناس في المناطق البعيدة. لكن، «غوغل» يعتمد على بالونات عملاقة تربط بالأرض، وتبقى في الجو لتغطي كل واحدة مساحة 20 ميلا (30 كيلومترا تقريبا). وجاء اسم «لون» من الكلمة الإنجليزية «بالون»، ويستعمل غاز الهيليوم في هذه التكنولوجيا. وعلى الرغم من أن هذه البالونات ستحمل ألواحا للطاقة الشمسية لإدارة الأجهزة، تعتمد على الرياح في التنقل من مكان إلى مكان.