قال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة التونسية زياد العذاري إن زيارة رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى واشنطن شكلت فرصة للتعريف بالتجربة التونسية المتميزة في الانتقال الديمقراطي، من دون أن يستبعد عقد لقاء في وقت لاحق بين الغنوشي والباجي قايد السبسي ورئيس حزب نداء تونس (المنافس الأبرز للنهضة). وقال العذاري إن الغنوشي تواصل خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة مع النخب الأميركية الرسمية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم فكرة وافية حول التطورات الأخيرة في البلد وخاصة التوافق بين الكتل السياسية حول المصادقة على الدستور وتشكيل حكومة غير متحزبة وهيئة مستقلة للانتخابات القادمة. وأضاف في تصريح خاص ل'القدس العربي': ‘قام رئيس الحركة بدعوة المسؤولين الأمريكيين والمنظمات الفاعلة في المجتمع المدني لتوفير دعم كبير سياسي واقتصادي للحكومة الحالية بهدف إنجاح التجربة الديمقراطية الوليدة في البلاد، فضلا عن دعوة الحكومة لإلغاء التحذيرات حول سفر الأمريكيين إلى تونس وتشجيع رجال الأعمال في البلاد للاستثمار في تونس′. وكانت الأطراف السياسية في تونس اتفقت على تشكيل حكومة كفاءات وطنية بقيادة مهدي جمعة في إطار حوار وطني رعاه اتحاد الشغل مع بعض منظمات المجتمع المدني، واستلمت حكومة جمعة مهامها في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي خلفا لحكومة علي العريض (القيادي في حركة النهضة) التي قدمت استقالتها في التاسع من الشهر ذاته. ونفى العذاري الاتفاق على تقديم دعم خاص من الحكومة الأميركية لحركة النهضة، مشيرا إلى أن زعيم الحركة زار واشنطن بصفته زعيما لقوة سياسية فاعلة في البلاد وبهدف الحصول على الدعم الأميركي ل'الدولة التونسية'. وأضاف ‘لقد تخلينا في وقت سابق عن الحكومة، لكننا سنواصل دعمنا لحكومة مهدي جمعة لأننا نعتبر أن نجاحها هو نجاح لتونس عموما'. وكان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أكد خلال زيارته لواشنطن أن تنازل الحركة عن الحكومة ‘لم يأت نتيجة الضغط، وإنما حرصاً على التوافق، وتأكيدا للعالم بأن النهضة لا تحاول الاستحواذ على الحكم'، مشيرا إلى أن الحركة الإسلامية ‘قاتلت في سبيل أن تستمر التجربة الديمقراطية في البلاد'. من جانب آخر، أكد العذاري أن الحركة تسعى خلال هذه الأيام لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية في وقت تمر فيه البلاد ب'مرحلة دقيقة تتطلب منا جهودا خاصة في ظل الاستحقاقات الوطنية المقبلة'. وأضاف ‘نقوم حاليا بتدعيم الديمقراطية داخل الحركة واستمرارها كقوة فاعلة في المشهد السياسي التونسي من خلال إجراء استفتاء داخلي يشارك فيه جميع المنخرطين في الحزب ويهدف لتدعيم المؤسسات الداخلية وتأكيد الوحدة والتنسيق القائم بينها'. وكان مجلس شورى حركة النهضة قام في اجتماعه الأخير بانتخاب لجنة الإشراف على الاستفتاء المتعلق بالمؤتمر العاشر للحركة ولجنة أخرى للإشراف على مضمونه، وسيحدد الاستفتاء القادم إمكانية عقد المؤتمر أو تأجيله لوقت لاحق. وفي ما يتعلق بالتحالفات التي يفترض أن تقوم بها الحركة مع بقية الأطراف السياسية قبل الانتخابات المقبلة، أكد العذاري أن هذا الأمر سابق لأوانه، مشيرا إلى أن الحركة منشغلة الآن بإعادة هيكلة المكاتب المركزية لقياداتها في عدد من المدن التونسية. لكنه لم يستبعد عقد لقاء بين رئيس الحركة وعدد من الشخصيات الوطنية كالباجي قايد السبسي رئيس حزب نداء تونس (المنافس الأبرز للنهضة في الانتخابات القادمة)، من دون أن يؤكد احتمال القيام بتحالف بين القطبين المتنافسين. وكان القيادي بحزب نداء تونس نور الدين بنتيشه استبعد في حوار سابق مع ‘القدس العربي' قيام أي تحالف بين حزبه وحركة النهضة، مشيرا إلى أن ‘مشروع نداء تونس يختلف كثيرا عن النهضة، لأن الأول يسعى للارتقاء بتونس فيما تمتلك الثانية مشروعا سيعيد البلاد سبعة قرون للوراء'. يذكر أن الخارجية الامريكية أعلنت مؤخرا عن تخصيص 7 مليارات دولار لتعزيز الاستقرار والأمن والشراكة الاقتصادية مع دول ‘الربيع العربي' وخصوصا تونس ومصر وليبيا واليمن، بالإضافة إلى تخصيص مساعدات للنازحين السوريين.