قال المستشار الإعلامي لرئاسة الحكومة التونسية عبدالسلام الزبيدي إن رئيس الحكومة مهدي جمعة سيتوجه ب"خطاب مصارحة" مطلع الأسبوع المقبل، مؤكدا في ذات الوقت أن سيقوم بزارة رسمية إلى وشنطن في بداية نيسان/أبريل القادم. ويفترض أن يقدم جمعة في خطابه القادم حوصلة لنشاط حكومته بعد شهر من استلامها لمهامها. وأكد الزبيدي في تصريح خاص ل"القدس العربي" أن الخطاب سيشكل فرصة لإطلاع جميع الأطراف "المواطنين والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني" على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وأبرز ما أنجزته الحكومة في هذا الشأن خلال هذه الفترة القصيرة من تشكيلها. وكانت مصادر صحفية نسبت للرئيس التونسي منصف المرزوقي قوله إن جمعة سيزور واشنطن في الرابع من نيسان/أبريل القادم، بعد تلقيه دعوة رسمية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما نقلها وزير الخارجية جون كيري خلال زيارته لتونس في شباط/ فبرايرالحالي. ويشير بعض المراقبين إلى أن جمعة قد يتناول خلال لقائه مع أوباما ملف الإرهاب والتعاون الأمني بين البلدين في هذا المجال، وخاص بعد إعلان كيري استعداد بلاده للتعاون الأمني مع تونس بعد تقديمها لمنحة مادية وبعض التجهيزات لوزارة الداخلية التونسية. لكن الزبيدي يرفض التعليق على الأمر، مشيرا إلى أن جدول الأعمال المخصص لهذه الزيارة ما زال غير واضح. وكان بعض السياسيين عبر عن انتقاده لمراجعة التعيينات الوظيفية التي ترغب الحكومة الجديدة بإجرائها في هذه الفترة، حيث أشار البعض إلى أنها تعتبر بمثابة "حملة تطهير الإدارة من الإسلاميين". غير أن الزبيدي يؤكد أن الأمر لا يعدو إجراء روتينيا يرافق جميع الحكومات الجديدة، مشيرا إلى أنه "ثمة تقليد متبع في جميع الحكومات الجديدة، فعندما يأتي وزير جديد يعين طاقمه الجديد، وهذا الأمر ينطبق أيضا على سلك الدواوين والولاة". ويضيف "رئيس الحكومة أكد في خطاب منح الثقة أن الأولوية هي لإجراء انتخابات حرة وشفافة، ومراجعة التعيينات على أساس مبدأ الكفاءة في كل الوظائف التي لها علاقة بالانتخابات (وخاصة الولاة)". وتواجه حكومة مهدي جمعة منذ استلامها لمهامها في كانون الثاني/يناير الماضي ضغوطا كبيرا في ظل التردي الاقتصادي والأمني الكبير الذي تعيشه البلاد، يضاف إليه المشهد السياسي المضطرب قبل أشهر من الانتخابات التي يفترض أن تحدد هوية الطبقة الحاكمة الجديدة في البلاد.