في خطوة تعكس أهمية التنسيق الأمني الحدودي بين دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، أعلنت الجزائر أن فرقة خاصة في الجيش صادرت شحنة صواريخ، حاول مسلحون مرتبطون بتنظيم «القاعدة» تهريبها من ليبيا أمس. ودمرت القوة الجزائرية سيارتين رباعيتي الدفع وقتلت ركابهما جميعاً، فيما فر الباقون إلى الداخل الليبي. وأبلغت مصادر أمنية جزائرية «الحياة» أمس، أن الشحنة كانت مرسلة إلى مجموعات في جنوب البلاد من أنصار محمد الأمين بن شنب أحد قياديي حركة «الموقعون بالدماء» التي يتزعمها المتشدد الجزائري مختار بلمختار. وقبل مقتله خلال هجوم على منشأة «عين أميناس» للغاز العام الماضي، تزعم بن شنب تنظيم «الحركة الإسلامية لأبناء الجنوب من أجل العدالة». وتردد أن التنظيم عقد اجتماعاً قبل أسبوعين خلص إلى ضرورة شنّ عمليات نوعية ضد المنشآت العسكرية جنوبالجزائر. وضبط الجيش الجزائري 10 صواريخ كاتيوشا و17 صاروخاً أرض - جو من طراز «ستريلا» وصواريخ أخرى، إضافةً إلى مركبتين رباعيتي الدفع تنقلان مسلحين ومهربين يجري التعرّف إلى هوياتهم. ونفى مصدر أمني ل «الحياة» ما تردد عن أن وجهة السلاح هي شمال مالي. وقال: «إن المعلومات المتوافرة تشير إلى تنظيم إسلامي مسلح يطالب باستقلال الجنوب»، قاصداً «الحركة الإسلامية لأبناء الجنوب من أجل العدالة» التي خلف بن شنب في قيادتها عبدالسلام طرمون. وظهر الأخير في شريط مصور قبل أيام ليؤكد استمرار الحركة في نشاطها. وأشارت مصادر إعلامية جزائرية إلى أن الجيش الجزائري بدأ بالتحضير للعملية منذ ليل السبت - الأحد الماضي، بعد حصول وحدة مختصة في مكافحة الإرهاب على معلومات دقيقة حول قافلة سيارات رباعية الدفع وشاحنتين، تحاول التسلل من ليبيا عبر ممر صحراوي يقع شمال مدينة غات الليبية. وشُكلت مجموعة عمليات ميدانية بعد رصدها داخل الأراضي الليبية، ونصبت الوحدات المختصة مكمناً للمتسللين في موقع على الحدود، وضبطت شاحنتين وسيارة دفع رباعي، فيما فرت سيارتان إلى داخل الأراضي الليبية بعد تبادل النار مع عناصر وحدة مكافحة الإرهاب. وأطلق الجيش عمليات بحث واسعة في صحراء إليزي. وأتت العملية عشية زيارة رئيس الوزراء عبدالملك سلال للمنطقة الصحراوية، لدفع عجلة التنمية فيها. ودعا سلال أمس عناصر الجماعات التي لا تزال تحمل السلاح إلى «التوبة»، وأكد أن الباب لا يزال مفتوحا أمام «الإرهابيين» الذين وصفهم بالإخوة. وقال: «صحيح أن هذه القلة أخطأت كثيراً بحق الشعب الجزائري، لكن ندعوها إلى الرجوع لأن الجزائر انطلقت في مسار التنمية ولن تعود إلى سنوات الدمار». على صعيد آخر، جدّد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة التزام بلاده بالسعي لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. وقال بوتفليقة في رسالة تهنئة بعثها إلى زعيم جبهة «بوليساريو» محمد عبدالعزيز، في مناسبة الذكرى ال38 لإعلان «الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية»، إن «على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته أمام هذا الوضع الذي يعيشه الشعب الصحراوي، والتعجيل بحلّ ضمن إطار الأممالمتحدة». وأكد بوتفليقة أن «الجزائر ستظل وفيّة لمبادئها، وستواصل سعيها الحثيث من أجل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره، واستكمال تصفية الاستعمار في القارة الأفريقية».