حل العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أمس، بأبيدجان، العاصمة الاقتصادية لجمهورية كوت ديفوار ، في مستهل زيارة صداقة وعمل، ستشهد إطلاق مشاريع اقتصادية، وتوقيع اتفاقيات شراكة بين القطاعين العام والخاص في المغرب وساحل العاج. وترأس الملك محمد السادس والرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، أمس في باماكو، قبيل مغادرته إلى أبيدجان، حفل إطلاق اسمه على أحد شوارع العاصمة المالية.وقاما بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي تحمل اسم «شارع محمد السادس» . من جهة أخرى، عبرت المملكة المغربية وجمهورية مالي عن ارتياحهما للطابع النموذجي للعلاقات بين البلدين والتي تعززت بالتوقيع على 17 اتفاقية للتعاون الثنائي بمناسبة الزيارة الرسمية للملك محمد السادس لباماكو. وذكر البيان أن الملك محمد السادس عبر عن استعداد المملكة المغربية إلى «أن تتقاسم تجربتها مع جمهورية مالي في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية». كما أكد العاهل المغربي للرئيس المالي دعم ومساندة المملكة لتفعيل المخطط من أجل الإقلاع المستديم لهذا البلد، والذي حظي بدعم المجتمع الدولي خلال مؤتمر بروكسل الذي انعقد في 15 مايو (أيار) 2013 حيث يعد المغرب عضوا في لجنة المتابعة. من جهته، عبر الرئيس المالي، يضيف البيان، عن شكره للملك محمد السادس، لما أبدته المملكة المغربية من استعداد لتقديم الدعم والمساعدة في الحفاظ على التراث الثقافي لمالي، وذلك من خلال ترميم المخطوطات وإعادة تأهيل الأضرحة وإعطاء انطلاقة جديدة للحياة الاجتماعية والثقافية وتكوين 500 إمام مالي بالمغرب. وأشاد الرئيس المالي برؤية الملك محمد السادس بشأن التنمية البشرية ورفاهية وازدهار القارة الأفريقية، وكذا بجهود العاهل المغربي من أجل تشجيع تعاون جنوب - جنوب متضامن وفعّال. وخلص البيان إلى أن هذه الزيارة مكنت وفدي البلدين من إجراء تقييم مستفيض للتعاون الثنائي، ودراسة سبل ووسائل تنويعه وتقويته وملاءمته مع الوقائع والأولويات الراهنة. وهذه ثاني زيارة للملك محمد السادس الى كوت ديفوار خلال عام، حيث كان أول زعيم عربي يزورها منذ نهاية الحرب الأهلية في مارس (آذار) 2013. وهي الزيارة التي شهدت توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين. وأعلنت وزارة الخارجية الإيفوارية أمس أن الملك محمد السادس «يؤدي زيارة صداقة وعمل لكوت ديفوار، ستكون مفعمة بالأنشطة»، وأشارت الوزارة في بيان وزرعته على الصحافيين، إلى أن الملك محمد السادس سيشرف اليوم على افتتاح منتدى اقتصادي يضم رجال أعمال ومسؤولين من البلدين ؛ قبل أن يزور مشاريع عقارية في منطقة آنيانا؛ تابعة لمجموعة «اليانس» المغربية. وينتظر أن يزور العاهل المغربي مصنعا للإسمنت في المنطقة الصناعية بأبيدجان، شيدته مجموعة «إسمنت أفريقيا» المغربية في يوليو (تموز) 2013، بناء على اتفاقية تعاون بين البلدين، تعهدت فيها المجموعة المغربية بإحداث «ثورة في أسعار الإسمنت داخل السوق المحلية». وستتواصل انشطة العاهل المغربي غدا بإعطاء إشارة انطلاق الأشغال في مشروع عقاري تابع لمجموعة الضحى المغربية، في بلدية آتيكوبي؛ بالإضافة إلى إطلاق مشروع «قرية الصيادين» في نفس البلدية. ومن المتوقع أن يختم العاهل المغربي زيارته لكوت ديفوار ، بالإشراف على حفل توقيع اتفاقيات شراكة بين القطاعين العام والخاص، في البلدين، ستشمل عدة مجالات، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الإيفوارية. ويرافق الملك محمد السادس؛ في جولته الأفريقية؛ وفد حكومي رفيع المستوى يضم وزارات الاقتصاد الأساسية، بالإضافة إلى مسؤولين كبار في القطاع العام، وشخصيات بارزة من القطاع الخاص. يذكر أن المغرب وكوت ديفوار وقعا خلال الزيارة السابقة للملك محمد السادس، عددا من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم، من أبرزها مذكرة تفاهم حول التعاون بين وزارتي الشؤون الخارجية في البلدين، واتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وأخرى للتعاون الثنائي في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية؛ بالإضافة إلى اتفاقية لتقوية وتوسيع الخدمات في مجال الطيران، واتفاقية متعلقة بالتكوين المهني في مجال السياحة. تجدر الإشارة إلى أن حضور رأس المال المغربي في السوق الإفوارية تعزز في السنوات الأخيرة بشراء مجموعة «التجاري وفاء بنك» المغربية نسبة 51 في المائة من رأسمال الشركة الإيفوارية للبنوك؛ وامتلاك مجموعة «سهام» المغربية لمجموعة «كولينا» الإيفوارية المتخصصة في التأمين، هذا بالإضافة إلى امتلاك مجموعة «البنك الشعبي» المغربية لنسبة 50 في المائة من رأسمال «البنك الأطلسي لساحل العاج». وخلال زيارة الملك محمد السادس لكوت ديفوار العام الماضي، استثمرت مجموعة «الضحى» المغربية 30 مليون يورو، في بناء مشاريع كبرى للسكن الاجتماعي بأبيدجان؛ كما حصلت مجموعة «إنفوليس» المغربية، على عقد بقيمة ستة ملايين يورو لتدبير الموروث العقاري في كوت ديفوار.