دعا الكاتب المغربي أحمد المديني، قراءه وأصدقاءه إلى جلستين أدبيتين، تقامان احتفاء بصدور كتابين جديدين له. الأولى تنظم يومه الأربعاء بالجناح المخصص للدار اللبنانية المصرية "جناح هلا" بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء حيث سيتعرف القراء على كتاب "نصيبي من باريس" الصادر أخيرا عن ذات الدار. وكما يدل عنوان المؤلف الجديد فإنه سرد لفترة من حياة الكاتب وإقامته بالعاصمة الفرنسية التي قصدها في بداية الثمانينات طالبا العلم والنور، فسقط الاثنان في عشق متواتر ومتوتر؛ أشار المديني إلى بعض أصدائه وطلاله في سروده الروائية والسير الذاتية الأخرى. والعودة إلى باريس واسترجاع زمن دهشة اللقاء، تعني ان الكاتب لم يشبع بعد من مدينته ولم يغنم طل ملذاتها ولا تنازعه فيها إلا بلدة برشيد التي رأى بها النور. وفي كتابات المديني ذات المنحى السيرذاتي أو الرحلي، يحرص صاحب "العنف في الدماغ " على عدم تكرار نفس مهارات القلم وألاعيبه السحرية التي جربها في كتابات مماثلة ما يمنح كل نص نكهته المتفردة ويعكس ذلك الشغب الجميل مع الذات والأشياء التي يحرص المديني أشد الحرص على إشراك القارئ فيها إن لم يكن توريطه معه؛ وبالتالي يمكن اعتبار هذا اللون الإبداعي في مسار المديني ، مكملا وحاشية بل وشارحا بمعنى من المعاني لمدوناته الروائية وتوجيها للقارئ للسير بسلام في مسالكه ودروبه الوعرة. وفي هذا السياق، تحضر دلالة الإصدار المتزامن ل "نصيبي من باريس" والرواية الجديدة "ممر الصفصاف" عن المركز الثقافي العربي بيروتالدارالبيضاء، إذ تصب في هذا الاتجاه ونقصد به السرد على متكأين أو مسندين :الرواية التي لها نصيب من الخيال والعوالم المبتكرة وفق قواعد الصنعة المتجددة التي صار فيها المديني قطبا أدبيا، اما نصيب الذات الواقعية فقد اختار لها المديني أمكنة معروفة بأسمائها وجغرافيتها، وفيها جميعها كانت له معارك وغزوات ومعارك ضارية. "ممر الصفصاف" سيكون مفتوحا لمن شاء السير فيه و تحت ظلال صفحاته، يوم الجمعة ا21 من الشهر الجاري ابتداء من الساعة الخامسة مساء بجناح المركز الثقافي العربي .