ماذا أراد الأستاذ محمد حسنين هيكل أن يقول من خلال الصالون الذى قدمه الأستاذ عبدالله السناوى على قناة التحرير، مساء السبت، بحضور عدد من الزملاء والأساتذة الأعزاء؟! وبمعنى آخر: هل «الرسالة» التى وصلتنى، ووصلت غيرى، ممن سمعت انطباعهم عن الصالون صحيحة، أم أننا نبالغ فى تصورها؟! ولابد ابتداء أن أعترف بأن الأستاذ هيكل قد بدأ صالونه بعبارة «محبطة للغاية»، ولا أعرف ما إذا كان قد قصدها، أم لا، ولكن ما أعرفه أنها قد أصابت كثيرين بيأس شبه كامل، ثم بإحباط بلا حد، حين راح هو يعدد المشاكل التى تواجهنا فى لحظتنا الحالية، وحصرها فى ثلاث صعاب كبرى تحديداً، ابتداء من مشكلة الغذاء، مروراً بمعضلة الطاقة، وانتهاء بقضية المياه! لا جدال طبعاً فى أنها صعاب حقيقية، وليست من نسج خيال الرجل، غير أننى كنت أتمنى لو رسم لنا الأستاذ الطريق المباشر إلى مواجهتها، والتعامل معها بفاعلية، لا لشىء، إلا لأن العبرة الآن لمن يتحدث عن صعابنا، ليست فى أن يصفها أو أن يحصيها، أو يستعرضها لنا، واحدة وراء الأخرى، فكلنا نعرفها، ونحفظها عن ظهر قلب، وإنما العبرة فى أن يصف لنا الحل الذى يجب أن يكون فى أيدينا، ونحن نواجهها. فإذا تجاوزنا ذلك كله إلى غيره توقفنا بالضرورة عند النقطة التى قال فيها صاحب الصالون إن المشير عبدالفتاح السيسى يمتلك شعبية هائلة فى الشارع المصرى، ولكنه فى اللحظة ذاتها لا يستند إلى ظهير سياسى يدعمه، وبمعنى أدق، فإن المشير ليس عنده حتى اليوم تنظيم سياسى كبير فى شكل حزب يمكن أن يقود به معركته إذا ما رشح نفسه رئيساً ثم فاز. هو بالطبع كلام صحيح، ولكن السؤال الأهم هنا هو الكيفية التى يتصورها الأستاذ من خلال صالونه، أو يطرحها عبر كلامه لخلق ظهير من هذا النوع. هل يرى هو مثلاً أن ظهيراً سياسياً كهذا يمكن أن يتشكل من خلال المفوضية الخاصة بالشباب، التى يسعى إلى تكوينها حالياً الدكتور مصطفى حجازى، مستشار رئيس الجمهورية، وأحد ضيوف الصالون، بحيث يدخل بها مثلاً.. مثلاً انتخابات البرلمان المقبلة، ويمتلك بها أيضاً أغلبية على مستوى ما فى البرلمان، فيشكل الحكومة بالتالى؟! إذا كان هذا صحيحاً، ونرجو ألا يكون كذلك، فإن معناه المباشر هو أن هناك من يخطط منذ اللحظة لفرض حصار من نوع محدد على السيسى، عندما يصبح رئيساً، لأننا جميعاً نعرف أن الدستور الجديد يقلص سلطات رئيس الدولة، لصالح رئيس الحكومة، ولو حدث هذا، فإن جماهير ثورة 30 يونيو، لن تقبله بأى حال ولا تحت أى ظرف، لأنها ترى فى المشير منقذاً من موقع الرئيس كما كان منقذاً من موقع الوزير، ولا ترضى له أبداً، ولن ترضى بأن يكون مقيداً وهو يعمل من أى جهة، ولا من أى طرف.. باختصار، ومن خلال هذا الانطباع عن الصالون، ماذا يريد «هيكل»، بالضبط، للمشير، وللثورة إجمالاً؟! "المصري اليوم"